الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طول العمر.. خير أم شر

السؤال

هل يوجد حديث بمعنى إذا بلغ الرجل سبعين عاماً بدلت سيئاته حسنات، وإذا بلغ الرجل المؤمن تسعين عاماً أخبر الله ملائكته أن هذا عبدي أسير في الأرض حبسه الموت، الرجاء التوضيح؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعلك قصدت حديث: ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة... وفيه... فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسُمي أسير الله في أرضه، وشفع لأهل بيته. فهذا الحديث لفظه قريب مما تذكر، وهو حديث غير صحيح، كما بينا في الفتوى رقم: 56050.

وفي معناه نظر من حيث إن طول العمر من غير حسن العمل بلاء؛ لحديث أبي بكرة رضي الله عنه عند الترمذي وغيره وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله. وصححه الألباني، قال القاري في الأسرار المرفوعة وقد ذكر حديث: شر الحياة ولا الممات. ليس هذا بحديث؛ بل هو من كلام بعض الحكماء القدماء قاله العسقلاني، وهو غير صحيح من حيث المعنى فإن من يغلب خيره شره فالموت خير له؛ كما يستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام: طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، وويل لمن طال عمره وساء عمله. وهو مستفاد أيضاً من قوله سبحانه وتعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ.

نسأل الله تعالى لنا ولك ولجميع المسلمين والمسلمات طول العمر وحسن العمل إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني