الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلزم الولي تزويج الفتاة إذا وجدت الرجل الكفء

السؤال

يا شيخ أعلم أني مخطئة من البداية فقد أحببت شخصا من دون علم أهلي وهو صادق النية معي وتقدم لخطبتي 3 مرات وأمي لم ترض وأبي متوفى وإخواني لا يعصون كلمة لأمي، ومنذ فترة بسيطة ذهبت أنا وأمي لأداء فريضه العمرة وهناك بالحرم الشريف اعترفت لأمي بكل شيء بأني أحب هذا الشخص وأنه على استعداد لخطبتي وتنفيذ جميع مطالبها، كان هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة هناك لم تتكلم بالموضوع وعندما رجعنا البحرين وأبلغتني أنها رافضة لهذا الشخص بشكل قاطع وأنها تريدني أن أقطع علاقتي فيه وكلمته بالهاتف وتشاجرت معه . وهي يوميا تتشاجر معي وتعاملني أسوأ معاملة . وأنا أعلم سبب رفضها لأن هو أصله ليس بحرينيا لكنه مولود بالبحرين ويحمل الجنسية بالولادة وكلنا عبيد الله ولا يوجد فرق وإنما الإنسان بأخلاقه ودينه وليس بحسبه ونسبه وماله ، يا شيخ هل أنا مظلومة ؟ يا شيخ أمي إنسانه جاهلة ولا تفكر إلا بالمادة والنظر الاجتماعي ومتجاهلة أنني التي سأتزوج وأعيش مع هذا الشخص؟ يا شيخ أنا أصغر إخوتي وإخوتي لا يردون كلمة لأمي ؟ فهل هم يظلموني بهذا القرار ؟ مع العلم أني قد ضربت بسبب هذا الموضوع مع أني أبلغ من العمر 24 سنة خريجة بكالوريوس وأعمل . يا شيخ أرجو المساعدة والنصيحة منك ؟
ودمت في حفظ الرحمن .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم في الفتوى رقم:74609 ، أن الفتاة إذا طلبت من وليها تزويجها بالكفء فإنه يلزم الولي تزويجها ، وإلا أثم ، واعتبر عاضلا، لكن يشترط كون الرجل كفؤا لها، والمعتبر في الكفاءة الدين والخلق على الراجح من أقوال أهل العلم، وتراجع الفتوى رقم: 19166 . هذا في الولي، أما الأم فليس لها ولاية .

فإذا كان هذا الرجل مرضياً في دينه وخلقه فإنه لا ينبغي للأم أن ترفضه زوجاً لابنتها، ولا ينبغي أن تحرض الأولياء على عضل البنت من التزوج، وننصح الأخت أن تحاول إقناع والدتها وأن توسط من يقنعها ممن له تأثير عليها، فإذا لم تقتنع ولم يرض أحد أوليائها بتولي عقد النكاح، فلها أن ترفع الأمر إلى القاضي ليزوجها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 9728.

أما إذا كان هذا الرجل غير مرضي في دينه وخلقه، فإن على هذه الفتاة أن تطيع أمها، وننبه إلى أنه لا تجوز إقامة علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية، وأنه يجب قطع هذه العلاقة فوراً حتى يتم الزواج.

وأخيرا ننبه السائلة على خطورة عقوق الوالدين ونذكرها بقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23 ـ 24 } ونحيلها على الفتوى رقم : 49153 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني