الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالب عمري حوالي 16 سنة ونصف الآن أدمنت على التدخين من حوالي سنة ونصف وللأسف كنت وقتها منحرفا وأدخن بكثرة ولم أجد أيا من أصدقائي يقف معي إلا واحدا أو اثنين بالكثير ثم إني الآن تبت الحمد لله ولم يبق عندي مشكلة غير التدخين فهل يمكنني أن أتركها تدريجيا أم يجب مرة واحدة؟
لأنه عندي خطة لتركه تدريجيا وليس مرة واحدة.
والمشكلة الثانية:
أني لا أرى في علاقتي مع أصدقائي الملتزمين أي أخوة
يعني يوجد أخوة لكن ليست كما يجب ليست كأخوة مسلمين متحابين يحبون بعضا.. الواحد ملتزم صح لكن إذا انت ما تسأل عنه ما يسأل عنك فهل هؤلاء يسمون أصدقاء؟ هل يستحقون تلك التسمية؟ ثم إني حاولت أن أغير صورتي السيئة أمامهم التي بدت في انحرافي فأصحبت أعمل بعض الأعمال الصالحة أمامهم ليعلموا أني تبت وأني عدت إلى التزامي لكن لم أر ذلك التغير في معاملتهم لي إلا من قبل شخصين فقط فهل ما فعلته رياء؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك من التوبة، وننصحك بالجد في ترك التدخين والمبادرة إلى ذلك قدر المستطاع، وتذكر أن الموت يأتي بغتة، فيجب على المسلم أن يتوب من جميع الذنوب توبة نصوحا فورا قبل أن يبغته الأجل. فعليك بالاستعانة بالله والعزم الصادق على البعد عنه، واستعن بالوسائل المشروعة على تحقيق ذلك، فاحرص على المواظبة على الصلاة في المسجد، والجلوس في المسجد في أوقات فراغك، ولازم مجالس العلم والوعظ وصاحب أهل الخير وصم ما استطعت من صيام النفل، وتذكر خطورة التدخين على صحتك، وما فيه من إفساد المال في غير حق شرعي.

وأما العلاقة بين الأصدقاء الملتزمين فاحرص على تنميتها بالوسائل المشروعة، ومن أهمها الحرص على العمل بما يحببك إلى الله تعالى وإلى الناس، ومن أهم ذلك التوبة والإكثار من الأعمال الصالحة فرضا ونفلا، وإفشاء السلام على الناس، والبشاشة في وجوههم والإحسان إليهم بقدر الاستطاعة.

وأما إظهار العمل فقد بينا حكمه في الفتوى رقم:60582 ، ولمعرفة كيف تكسب قلوب أصدقائك راجع الفتوى رقم:22754 ، وراجع للتفصيل فيما ذكرناه الفتاوى التالية أرقامها:1819، 1671، 53426، 20739، 30426، 62887، 66802، 47241.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني