الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم احتيال المقيم في الغرب ليحصل على سكن أحسن

السؤال

أنا أسكن في لندن مع زوجي ولي طفلان ولد وبنت، ونسكن في بيت غرفة نوم واحدة وصالة وهو إيجار خاص وليس بيتا من بلدية الحكومة، وهو بيت ضيق علينا وإذا أردنا أن نسكن بيتا أكبر لا يكون عندنا أولوية في بيت من البلدية, فنحن الآن لنا في هذا البيت 4 سنوات ويلزمنا الانتظار 4 سنوات أخرى أو أكثر لنحصل على بيت غرفتين نوم (أي بيت أوسع) ولكن أغلبية الذين يسكنون هنا يعملون اتفاقا مع صاحب البيت على أنه يريد أن يخرجهم من البيت أي أنهم يصبحون من غير بيت وتضعهم البلدية في بيت مؤقت حتى يعطوهم بيتا بسرعة فهم أولويتهم ( أ ) والذين في مثل وضعنا السابق الأولوية ( ج) يظلون ينتظرون إلى ما شاء الله حتى يأخذ الذين أولويتهم ( أ ) أو (ب) وهم كثيرون لاستخدامهم هذا الأسلوب مع صاحب البيت الذي يسكنونه حتى تعطيهم الحكومة بسرعة , أفيدونا ماذا نعمل ونحن نرى ما يحصل من تلاعب, هل ننتظر في هذا الضيق (مع العلم أن هذا البيت الذي نسكنه حصل لنا أمور كثيرة مثل ظهور العفن الكثير في البيت فمع وجود الأطفال هذا وضع غير صحي , ظهور فئران في البيت وأيضا بعد فترة سرق لنا حقيبة بها ذهب لي وأخيرا قبل شهر كان يوجد تسرب في الطابق العلوي مما أدى إلى وقوع جزء من سقف غرفة النوم وكذلك ظهور العفن في سقف الصلة وغرفة النوم والحمد لله على كل حال.
سامحوني على الإطالة ولكني في ضيق نفسي وضغط مع الأطفال , فماذا أفعل مع العلم أن زوجي تارك كل شيء لي وهو لا يتعب نفسه في شيء , فإذا أردنا أن ننتقل إلى بيت آخر فأنا أبحث و أرتب كل شيء.
فهل أبقى أنتظر على هذا الوضع أم أعمل مثل غيري أو أرحل إلى بيت أوسع وهذا يعني أنه لا يوجد لنا أولوية في بيت من البلدية ونظل ندفع إيجار بيت خاص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى المسلمين المقيمين في بلاد الغرب أن يلتزموا بالشروط المرعية التي استحقوا بها الإقامة في تلك البلاد. لحديث: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.

وأما الاحتيال والتزوير في سبيل الحصول على سكن أحسن مما هو متاح فهو غير جائز، لما ثبت من النهي عن التزوير والغش. قال الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.

قال الراغب: الزور: الكذب، وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زورا.

فعليكم –إذا- أن ترضوا بالانتظار أو أن تؤجروا بيتا آخر؛ فإن التزوير لا يجوز إلا لضرورة، وليست الحال التي ذكرتها ضرورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني