الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تترك من تخشى على دينها دار الكفر دون زوجها

السؤال

فضيلة الشيخ أريد أن أستشيرك في هذه المسألة، أنا متزوجة وزوجي يعمل في أمريكا وقد تم سفري عنده من بلادي وأول ما دخلت هذه البلاد تحطمت نفسيتي ولم أعد أحتمل العيش هنا وأنا حالي هنا أني دائما في البيت لا أهل ولا أقارب ولا أصحاب لا نعرف أحدا هنا كلهم كفار فقط نعيش أنا وزوجي وأمه أحس كأنني في عالم آخر أو أنني في كهف منقطع عن العالم وقد أثر هذا الوضع على ديني فأصبحت لا أقوم الليل ولا أصوم النهار وحتى أني أصبحت أبحث عن أي شيء لأرفه عن نفسي فسرت أبحث مع الأسف عن التعبير عن مواقع( سكس) وصور وغير ذلك والله المستعان اللهم اغفر لي وأصبحت أضعف إيمانيا أكثر وأكثرعلما أنني كنت داعية في بلدي لذلك قررت الرجوع لبلدي والله أرفع شعار إني مهاجر إلى ربي لأني أريد الرجوع لصديقاتي الصالحات وبيئتي الملتزمة كي أرجع لله وأريد أن أذهب عمرة أيضا عندما أرجع لبلدي ومنها أكمل دراستي لأنه بقي فصلان وأتخرج ولكن السبب الأساسي لسفري الدين فسؤالي لك فضيلة الشيخ هل تشجعني على ذلك فأنا سأبعد عن زوجي بهذه الحال تقريبا ستة أشهر وقد سألت زوجي هل تصبر ستة أشهر قال نعم علما أن شهوته قوية جدا وأنا لا أريد أن أكسب إثما مع إني أخاف إذا بقيت هنا أن أضعف إيمانيا أكثر والله المستعان فما العمل جزيتم الجنان أرجو من فضيلتكم الإجابة سريعا حتى تساعدني باتخاذ القرار ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن الهجرة من بلاد الكفر يختلف حكمها باختلاف أحوال الناس راجعي في هذا الفتويين : 28551 ، 51334 ، فإن كان الأمر على ما ذكرت من أنك تخشين على دينك بالإقامة هنالك فينبغي أن تحاولي إقناع زوجك بالرجوع إلى بلدكم والبحث عن عمل فيه، فتأمنون على دينكم، فإن اقتنع فالحمد لله وإن أصر على البقاء هنالك فلا نرى لك مخالفته والهجرة دونه، وهذا من باب النصيحة إذ ما يدريك أن تكوني في مأمن من الفتنة ببعدك عن زوجك ويجب عليك مجاهدة نفسك ومدافعة وساوس الشيطان بفعل شيء من المنكرات، ومن ذلك ما ذكرت من مشاهدة المواقع الإباحية والصور، وخير ما يعينك في الوقاية من الوقوع في ذلك مراقبتك لله تعالى وخوفك من أليم عقابه، ويمكنك أيضا الاستعانة ببعض البرامج التي تحجب بها المواقع الضارة وغيرها مما لا يرغب المرء في مطالعتها، وراجعي في هذا الفتوى رقم : 64703 ، وينبغي أن تشغلي نفسك بما ينفع من سماع العلم النافع والمواعظ التي ترقق القلب، لا سيما وأن الله تعالى قد يسر من الوسائل ما يستطيع به المسلم تحصيل ما يصبو إليه من هذا العلم وهذه المواعظ، ومن ذلك المواقع المفيدة على الانترنت ، وينبغي لزوجك أن يكون عونا لك في هذا السبيل وفي تحصيل أسباب دفع الملل والسآمة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني