الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيرة المسلم على زوجته ومحارمه ونساء الأمة

السؤال

كي لا أطيل عليك رسالتي ولا أضيق عليك بكلماتي فإني شاب في مقتبل عمري كانت لي عادة سيئة اعتدت عليها نتيجة لعوامل عدة ربما أهمها رفاقي فهم يجمعون في صفاتهم من طيب الأخلاق وأقبحها، أما طيبها فهو ناتج عن تربيتهم، وأما عن أقبحها فهو ناتج عن التأثيرات الممارسة علينا من جهات عدة والتي لا أظنك تجهلها أما عن العادة التي كنت معتادا عليها فليست غريبة ولا جديدة فنسبة كبيرة من شباب اليوم يدمنون المواقع الإباحية وأنا كنت أحدهم بل أني كنت أمهر من كثير منهم في اختيار أنواع هذه المواقع حتى استقر بي الحال في موقع كنت أعلم حق العلم أنه يهودي ولكن كنت أظن أن خلفيتي وثقافتي ستجعلني محميا من السموم التي يبثونها في هذا الموقع اللعين فقد كان هناك في هذا الموقع قسم يخص القصص الإباحية وهناك كنت أذهب دائما لأني أحب أن يخاطب عقلي وكنت دائما أعرف السهام والمواقع التي يريد بها الكاتب تسميم عقلي وكنت بارعا في تحليلها وتجنبها ولكن يبدو أنني لم أكن بارعا في حماية نفسي من جزء منها والتي تؤثر في اليوم بعد أن هجرتها -وهداني الله له الحمد والشكر - ومن بين تلك السهام التي يوجهونها إلي كشاب أو مسلم أو ربما إنسان هو سهم يقتل الغيرة فجل ما يميز المسلم العربي خصوصا غيرته على دينه وعرضه ولكني فوجئت أن هذا السهم قد جرحني وأثر في، فمنذ يومين كنت أقرأ قصة ترويها أخت عن ما يفعلونه دناة الأرض في العراق فما اهتز لي جفن بعد أن كانت تدمع عيناي لرؤية امرأة تصيح وتنوح على ابن لها قتلوه أو زوج لها أخذوه ،وكنت أحزن شديد الحزن لأني لا أستطيع فعل شيء لهذه الأم أو تلك الأخت ولكن خفت على نفسي اليوم فها أنا اليوم لا أنتبه ولا أكترث لما سمعت عن تلك الأخت ربما لأن ما كانوا يفعلونه بها كنت أعلمه ورأيته كثيرا في تلك المواقع الخبيثة فما سمعته منها لم يكن جديدا علي أو ربما لأني أعرف قصصا لشباب مسلم يفعلون هكذا ببنات مسلمات فقد سمعت قصصا أبطالها عرب مسلم يغتصبون وينتهكون عرضهم بأيديهم وعندما قرأت هذه القصة استهزأت نفسي بها لأنها تطلب أن ينقذها المجرمون من مجرمين أمثالهم . سيدي الفاضل رجائي أن ترد على رسالتي وإن لم تكن أنت المختص فدلني على من أستطيع إبلاغه بحالي فإني أريد أن أعرف هل ماتت غيرتي أم لا وإن ماتت كيف أحييها ولله الفضل أولا وآخرا وهو المحي والمميت ؟عذرا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن غيرة الرجل على زوجه ومحارمه ونساء الأمة محمودة وهي علامة على كمال الرجولة والشهامة، وتركها دياثة مذمومة شرعا وطبعا، وهذا ما جعل الدفاع عن العرض مشروعا، ومن مات في سبيل ذلك عد شهيدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من قتل دون أهله فهو شهيد . رواه أحمد وصححه الأرناؤوط .

وقد مدح ذو الرمة بلال بن أبي بردة فأثنى على غيرته على نساء البلد والسعي في حمايتهن ممن يتعدى عليهن فقال فيه :

يغار بلال غيرة عربية على العربيات المغيبات في المصر .

وضعيف الغيرة يخاف عليه من الوعيد الوارد في الديوث وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمترجلة ، والديوث . رواه أحمد والنسائي ، وراجع في خطورة التفرج على المواقع الخبيثة، وعلاج الإدمان عليه، وفي وجوب التوبة، وفي بعض ما يلزم المسلم تجاه المظلومين من الأمة، وفي التخلص من رفقاء السوء الفتاوى التالية أرقامها : 76975 ، 47694 ، 75447 ، 9163 ، 76425 ، 74330 ، 65677 ، 50470 ، 23243 ، 59061 ، 6617 ، 70674 ، 3605 ، هذا وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات في الشبكة وفي إسلام أون لاين للمزيد في الموضوع .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني