الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإعانة على إنشاء مدرسة إسلامية في بلد غير مسلم

السؤال

يقوم بعض المسلمين في فرنسا بإنشاء مدرسة ثانوية خاصة حيث ستدرس كل المواد المدرجة في البرنامج الدراسي الفرنسي مع بعض المواد الإسلامية واللغوية (العربية)، هدفها تعليم الإسلام والبعد عن الاختلاط مع الكفار في أوقات الدراسة والرياضة و الترفيه، فهل هذا حرام وهل يمكنني إعانتهم، وهل إعانتي إياهم تعتبر تحريضا على الهجرة إلى بلاد الكفر والبقاء فيها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا ثبت أن الهدف الذي تراد من أجله تلك المدرسة هو تعليم الإسلام والبعد عن الاختلاط المحرم في أوقات الدراسة والرياضة والترفيه... فإن الإعانة عليها لا تقل عن أن تكون مستحبة إن لم نقل بوجوبها، وأما أن توصف الإعانة على هذا الأمر بأنها من التحريض على الهجرة إلى بلاد الكفر والبقاء فيها، فإنه أبعد ما يكون عن الإنصاف.

ذلك أن الهجرة إلى بلاد الكفر والبقاء فيها أمران موجودان قبل إنشاء تلك المدرسة، والذي يهاجر إلى بلاد الكفر ويبقى فيها لا يمكن أن يكون الجالب له إليها هو وجود تلك المدرسة! والهجرة إلى دار الكفر والبقاء فيها إذا كانا بنية نشر الدعوة الإسلامية والعقيدة الإسلامية والأخلاق الإسلامية، وتحصين المسلمين عن الانحراف والانغماس فيما تمتلئ به البيئة من الفجور، كان ذلك من الأعمال الصالحة التي قد لا يتوفر مثلها في البيئات الإسلامية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني