الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاركة في بناء مأذنة هل يدخل في الصدقة الجارية

السؤال

سيدي لقد توفيت والدتي رحمها الله منذ 4 شهور، حيث كانت تعاني من ضيق في الشريان التاجي بالقلب، أنا الآن أريد عمل صدقة جارية لها ففكرت ماذا أفعل، اتفقت مع أحد الأشخاص على أن نبني أنا وهومأذنة لمسجد قائم منذ حوالي 4 سنوات، علماً بأن هذا الشخص هو المتبرع بالأرض للمسجد ومتحمل الكثير من نفقة البناء، سؤال هو: هل بناء المأذنة لهذا المسجد يعتبر صدقة جارية تنتفع بها والدتي في قبرها إن شاء الله أم ماذا، وإذا لم يكن فماذا أفعل لكي أهديها ثواب الصدقة الجارية، فأرجو الرد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن البر والإحسان إلى والدتك أن تتصدق عنها بصدقة جارية لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمه توفيت أينفعها إن تصدقت عنها، قال: نعم، قال: فإن لي مخرافاً وأشهدك أني قد تصدقت به عنها. رواه البخاري. والمخراف هو البستان المثمر.

وكلما كان الانتفاع بالصدقة أكثر كان أجرها أعظم، ومأذنة المسجد إن كان المقصود منها أن توضع عليها الأبواق المكبرة للصوت فهذا مقصد طيب وفيه أجر؛ لأنه وسيلة إلى إبلاغ الأذان لعدد أكبر من جيران المسجد، وعليه فالمشاركة في ذلك تعتبر صدقة جارية، وأما إن كان المقصود من المأذنة مجرد الجمال فهذا أمر كمال، وعليه فالذي نرى أن نختار مشروعاً آخر غير ذلك فيمكن أن تبني مسجداً ولو صغيراً في قرية تحتاج إليه أو تشارك في بنائه أو في بناء مدرسة أو مركز صحي أو تحفر بئراً وتشتري آلة ترفع الماء لأهل قرية محتاجة أو توقف محلا تجارياً أو أرضاً زراعية لمصلحة الفقراء والمساكين أو طلبة العلم ونحو ذلك من الأعمال الخيرية النافعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني