الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفعله المقيمة بدار الكفر التي يمنعها أخوها من العودة

السؤال

أعيش في بلاد الكفار عند إحدى قريباتي، وأرغب في الرجوع إلى بيتنا، لكن أخي منعني منذ سنوات، ولازال، لأنه يريد أن يبيع ممتلكات أبي ويأخذ حقه، وأبي ما يزال على قيد الحياة، وأنا جد متعبة، وأخي يريدني أن أعمل ولا أعود، وينوي أن يطرد أمه وأختيه فور وفاة الأب، قال ذلك لأمه، وقد تسبب لي ولوالدي بكثير من الأذى، وكاد يقتلنا من النكد. فكيف أتصرف؟ خصوصًا أني عازمة على العودة إن شاء الله، وليس لي مأوى ولا دخل هنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرتِه عن أخيك من كونه يريد بيع ممتلكات أبيك وأبوك ما زال على قيد الحياة، وأنه ينوي أن يطرد أمه وأختيه فور وفاة الأب، وقد تسبب لك ولوالدك في كثير من الأذى... إلى غير ذلك مما فصلتِه تفصيلاً، يفيد بوضوح أن أخاك ليس له دين ولا خلق ولا مروءة، وأنه لا يرعى لك ولا لأحد من قرابته إلا ولا ذمة، وبالتالي فلا ينبغي أن تطيعيه فيما يدعوك إليه من العمل وترك العودة، وليس من شك في أن هجرة المسلمة إلى بلاد الكفر وإقامتها فيها لا تباح إلا في ظروف ضيقة، حيث تأمن على نفسها ودينها، وتستطيع إقامة الشعائر.

وإذا قُدر استيفاؤها لجميع الشروط التي تباح بها الهجرة والإقامة في بلاد الكفر، فإن الإقامة في بلاد الإسلام، حيث تقام السنة وتوجد المساعدة على العبادة أولى بكثير من الإقامة في بلاد الكفر، فإذا اجتمع كل هذا مع ما ذكرته من النكد والتعب من جراء أفعال أخيك، ومن انعدام المأوى والدخل عندك في محل إقامتك، لم يبق أي مبرر لعدم الإسراع في تنفيذ عزمك ورغبتك في العودة، للحيلولة دون ما يريده أخوك من الفساد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني