الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإقامة في بلاد الكفار

السؤال

أرجو من فضيلتكم أن تفيدوني وأن تنصحوني من فضلكم لأني في حيرة ومذبذب قليلا وإني خائف وعندي رهبة يا شيخ، هاته قصتي وأرجو من فضلكم الجواب سريعا إن أمكن، أنا جزائري مقيم في ايطاليا مند 8سنوات وكنت في غفلة وتشبهت بهم و لكن كنت أصلي الحمد لله و لكن في غفلة مع بعض المعاصي من الموسيقى ودخول الأماكن التي فيها المعاصي كالسينيما, ومند 3سنوات رزقني الله حب الالتزام وزوجة صالحة كنت دائما أدعو الله بزوجة صالحة وتمنيتها مند زمن والحمد لله، وفي هاته الفترة اشتدت علي الابتلاءات لكن الحمد لله, ولكن يا شيخ أريد منكم التوضيح فعندي عدة أمور أريد معرفتها: أولا: لما علمت أن الهجرة حرام ومع الحديث كما تعلم مع أني الحمد لله الله رزقني بغض البصر وصرفني عن المعاصي كالأفلام والأغاني والموسيقى وما شابه ذلك وأنا مقبل عن الزواج وأنا أفعل الأوراق لزوجتي فتعسرت علينا كثيرا الأمور وتوفيت أختي مع ولدها في حادث مند ستة أشهر ثم توفي أخو زوجتي مند شهرين في حادث أيضا، أريد أن أعرف هل يجوز لي الإقامة هنا لمدة معينة مع زوجتي مع أني في الجزائر تصعب علي الامور في ضيق في السكن وسأعاني قليلا منهم من ناحية الالتزام مع أني الحمد لله من عائلة محترمة ولكن تعلم الحلال والحرام وأنا أخاف كثيرا من صلة الرحم, والأمر الثاني فيما يخص اللحية فإني مقصرها وإني متردد في إعفائها وأقول عندما يقوى الايمان أعفيها، ولو فعلتها وينظر إلي بنظرة وبعدها أتحرج مع العلم يوجد القليل ممن يلتحي ، فهل عندما أتزوج أعفيها لأن قلبي يحترق لإعفائها وتركها وأخاف عندما أعفيها ربما لا أعمل وأعلم أن هذا خطا كبير ولكن أشعر أني وحدي ولا أحد يساعدني وأني وحيد وليس لي صحبة صالحة لأني ابتعدت عن الصحبة السيئة، و أنا في حيرة، أرجو منكم أن تساعدوني و أخاف على إيماني و التزامي يا شيخ أجبني من فضلك, وهل لي عذر لتقصيرها هنا , لأني أشعر أني والله وحدي فلا يوجد من يساعدني في الدين، أرجو منكم التوضيح و أعتدر عن اللغة لأني لا أجيدها كثيرا، وأدعو الله أن يغفر لك ذنوبك و يرزقك حسن الخاتمة بكلمة التوحيد .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم على اهتمامه بدينه ونهنئه على الالتزام بطريق الحق، ونسأل الله لنا وله الثبات والتوفيق لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا..

ونوصيه بتقوى الله العظيم وبالاستقامة على طريقه المستقيم، ونذكره بقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق: من الآية4}

وأما حكم الهجرة إلى بلاد الكفار والإقامة فيها.. فالأصل فيه عدم الجواز لغير ضرورة أو حاجة ملحة تنزل منزلتها، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 2007، والفتوى رقم: 23168، نرجو أن تطلع عليهما .

وأما عن اللحية فإن الأصل وجوب توفيرها لقوله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب. متفق عليه.

وقد بينا حكم من اضطر لتقصيرها أو حلقها في الفتوى رقم: 23161، نرجو أن تطلع عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني