الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤمن يرجو من ربه قبول الطاعة

السؤال

بارك الله فيكم و جمعنا بكم في الفردوس الأعلى ..
بناء على ردكم فقد بدأت في مشوار العلم ابتداء من علوم القرآن الكريم ..أقوم بالحفظ والتفسير معا، أسال الله أن يوفقني في ذلك. وأقوم بكتابة خواطر لي بناء على ما أفهمه من القرآن الكريم عسى الله أن يوفقني لأن أصبح كاتبا إسلاميا كبيرا أفيد الأمة الإسلامية، وألقى الله عز وجل ورسوله بحيث أكون عالما بالقرآن الكريم وسنة نبيه الطاهرة.
والحمد لله كما قلت لكم فقد التزمت منذ أشهر في صيام كل اثنين وخميس وأسعى جاهدا لأن أصوم الأيام البيض. ولكن هل هناك علامات لقبول الصيام؟ فقد حدث معي كثير بأن لا أصحو على منبه الفجر وخصوصا في الأيام التي أصومها .. فهل هذا دليل على عدم قبول العمل؟ و أنا أشهد الله تعالى بأني أسعى جاهدا لأن أصلي الفجر في وقته .. ولكن لا أصحو بعض الأيام ومعظمها تكون أيام الصيام .. فأشعر بشيء من عدم الرضا من الله عز وجل .. فأحتار .. هلا قلتم لي شيئا من علامات قبول العمل؟
و لرجاء إفادتي ليس عن الصيام وحده بل في أي عمل تطوعي ..
أسال الله عز وجل أن يوفقنا و إياكم في أن نكون من أهل القرآن ومن السفرة الكرام البررة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لك الفقه في الدين والتوفيق في طلب العلم والصيام وغيرهما من الطاعات.

وبخصوص ما تكتبه من خواطر حول معاني القرآن فلتعتمد في ذلك على كتب التفسير الموثوق بها، أو ما تتلقاه من ثقات أهل العلم، ولا تعتمد في ذلك على الرأي المجرد عن الدليل، وراجع الفتوى رقم:21250، والفتوى رقم: 80948.

وكونك لا تصحو لصلاة الفجر في الأيام التي تصوم فيها قد لا يكون ذلك دليلا على عدم قبول صومك؛ بل قد يرجع إلى السهر مثلا، أو يكون من الشيطان ليثبطك عن الصيام أو يشوش على قلبك بعدم قبوله أو لغير ذلك من الأمور العادية الأخرى.

مع التنبيه على أن من اتخذ الوسائل المعينة على الاستيقاظ للصلاة كالمنبه مثلا ولم يستيقظ فلا إثم عليه؛ كما سبق في الفتوى رقم: 12258.

والمسلم لا يقنط من قبول طاعاته؛ بل يسن له رجاء قبولها، قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: ويسن رجاء قبول الطاعة والتوبة من المعصية. انتهى

لكن قبول الطاعات أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه، فعلى المسلم إتقانها مع الإخلاص فيها لله تعالى ثم رجاء قبولها، وتفويض أمر ذلك إلى الله تعالى، إلا أن بعض أهل العلم قال: إن من علامات قبول العمل الصالح التوفيق لعمل صالح بعده والاستقامة على ذلك غالبا، وراجع الفتوى رقم: 28592، والفتوى رقم: 14648.

وعليه فننصحك بالمواظبة على الصيام وما أمكنك من الطاعات ولا تتركه بحجة عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر أو بحجة الشعور بعدم قبوله.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني