الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4647 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو بكر الفحام ، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ، حدثنا إبراهيم بن عقيل ، عن أبيه ، عن وهب [ ص: 63 ] بن منبه قال : كان ابن عباس جالسا في المسجد الحرام ، ومعه وهب بن منبه ، فنهض ابن عباس يتهادى على عطاء بن أبي رباح ، وعكرمة ، فلما دنا من باب المسجد ، إذا هو بقوم يتجادلون قد علت أصواتهم ، فوقف ابن عباس ، وقال لعكرمة : " ادع لي ابن منبه " ، فدعاه ، فقال له ابن عباس : " حدث هؤلاء حديث الفتى " ، قال : نعم . قال : لما اشتد الجدال بين أيوب وأصحابه ، قال : فتى كان معهم لأصحاب أيوب في الجدال قولا شديدا ، ثم أقبل على أيوب ، فقال : " وأنت يا أيوب قد كان في عظمة الله وجلال الله ، وذكر الموت ما يكل لسانك ، ويكسر قلبك ، ويقطع حجتك ، ألم تعلم يا أيوب إن لله عبادا ، أسكتتهم خشية لله عن الكلام من غير عي ولا بكم ، وإنهم لهم الفصحاء الطلقاء الألباء العالمون بالله وبآياته .

لكنهم إذا ذكروا عظمة الله انقطعت ألسنتهم ، وانكسرت قلوبهم ، وطاشت أحلامهم ، وعقولهم فرقا من الله وهيبة له ، فإذا استفاقوا من تلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزكية ، والنية الصادقة ، يعدون أنفسهم مع الظالمين ، وإنهم لأبرار برآء ، ومع المقصرين المتقطعين ، وإنهم لأكياس أتقياء ، ولكنهم لا يستكثرون لله الكثير ، ولا يرضون له بالقليل ، ولا يدلون له بالأعمال ، فهم حيث ما ألفيتهم مهتمون ، مشفقون ، خائفون ، وجلون " .

التالي السابق


الخدمات العلمية