الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                42 - الفقير لا يكون كفؤا للغنية ، كبيرة كانت أو صغيرة ، [ ص: 114 ] إلا أن يكون عالما أو شريفا كذا في الملتقط

                التالي السابق


                ( 42 ) قوله :

                الفقير لا يكون كفؤا للغنية إلخ .

                أقول : هذا مبني على خلاف ظاهر الرواية من أن الكفاءة في المال والثروة لا تعتبر ، فمن كان قادرا على المهر والنفقة يكون كفؤا لذوات أموال عظيمة ، ومن لا يقدر على المهر والنفقة لا يكون كفؤا للفقيرة

                في ظاهر الرواية .

                وروى الحسن عن أبي يوسف رحمه الله تعالى : يكون كفؤا ولا تعتبر القدرة على المهر والنفقة .

                وفي بعض الروايات : تعتبر القدرة على النفقة دون المهر ، كذا في الخانية .

                قال بعض الفضلاء : العاجز عن المعجل والنفقة لا يكون كفؤا للفقيرة ، وإنما القادر عليهما هل يكون كفؤا للغنية التي لها أموال كثيرة ؟ في قول أبي يوسف : يكون كفؤا ; لأن المال غاد ورائح ، وعندهما : لا يكون كفؤا لأن [ ص: 114 ] الناس يفتخرون به ويعيرون بعدمه ( انتهى ) .

                والفقير هنا هو الذي لا يملك المهر لنفسه ; لأنه لا يساويها في الغناء على المعتمد ، خلافا لمن عين مقدارا وإن كان يقدر على نفقتها بالكسب ، ولا يقدر على مهر ، اختلف المشايخ فيه وأكثرهم أنه لا يكون كفؤا كذا في المضمرات .

                ( 43 ) قوله :

                إلا أن يكون عالما أو شريفا إلخ . أي هاشميا . ويجوز أن يراد بالشريف من له قرابة بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء كان هاشميا أو لا




                الخدمات العلمية