الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                [ ص: 170 ] مقابلة الجمع بالجمع تنقسم وبالمفرد لا

                التالي السابق


                ( 58 ) قوله : مقابلة الجمع بالجمع تنقسم وبالمفرد لا يعني متى قابل جملة الأفعال بجملة الأشخاص انصرف كل فعل إلى شخص من أولئك الأشخاص ، ولا تصرف الأفعال كلها إلى كل شخص ، وهذا معنى قول المصنف رحمه الله تعالى تنقسم ، ذلك كما في قوله تعالى { وادخلوا من أبواب متفرقة } ليدخل كل منكم من باب على حدة وهذا هو المفهوم من قولهم ركب القوم دوابهم ولبسوا ثيابهم ، ونقض هذا بقولهم قتل المسلمون الكافرين فإنه لا يقتضي الانقسام بالفرد بل ثبوت الجمع لكل فرد من أفراد المحكوم عليه وأجيب بأن وضع اللفظ في مقابلة الجمع بالجمع ، ووقوع فعل الجمع على الجمع من غير انقسام إذا أمكن كما في المثال المنقوض به ، وكلامنا في موضع لا يتحقق مقابلة الجمع إلا بطريق الانقسام فإنه ينقسم ضرورة ، فإن قيل : إذا انقسم على الفرد لا يبقى للجمع الذي هو صريح اللفظ اعتبار قلنا مراعاة الجمع موجودة ; لأن الفرد إذا قوبل بالمفرد ينضم إليه أفراد أخر على نحوه فيتحقق معنى الجمع ومتى قابل الجمع بالمفرد اقتضى وجود الفعل من الجمع في ذلك المفرد كقولهم دخل القوم دارا وضربوا رجلا وهذا أغلبي وقد اقتضى تعميم المفرد كما في قوله تعالى { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } المعنى على كل واحد لكل يوم طعام مسكين .

                ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى مقابلة المثنى بالمثنى مع أنهم جعلوا من أفراد القاعدة ما إذا قال لامرأتيه إذا ولدتما ولدين فأنتما طالقان فولدت كل واحدة منهما ولدا طلقتا ولا يشترط ولادة كل واحدة منهما ولدين ، وبه يظهر أنهم أرادوا بالجمع ههنا ما قابل الواحد .




                الخدمات العلمية