الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                71 - الوقت الموصوف معرف لا شرط

                التالي السابق


                ( 71 ) قوله : الوقت الموصوف معرف لا شرط يعني متى جعل الوقت الموصوف ظرفا لشرط الحنث ثم وجد ذلك الوقت الموصوف يصير معرفا للشرط . ومعناه أن شرط الحنث إذا وجد لا يعلم حال وجوده هل هو شرط أم لا ، فإذا وجد ذلك الوقت الموصوف علم أن الشرط حين وجوده كان شرطا للحنث كما لو قال : والله لا أكلمك في اليوم الذي يقدم فيه فلان . فشرط الحنث هو الكلام ، والمعرف للشرط هو القدوم الذي وصف الظرف به ، فإذا كلمه أول النهار ثم قدم فلان بقية اليوم فإنه يحنث ; لأنه تبين بالقدوم أن الكلام الواقع في هذا اليوم كان شرطا ولزم من كونه معرفا أن لا يكون شرطا ; لأن المعرف للشرط غيره . ثم إن هذا المعرف إن لم [ ص: 180 ] يكن كائنا لا محالة بل كان معدوما على خطر الوجود كالقدوم فإنه في معنى الشرط ، ولهذا لا يستند الحنث الموجود عند القدوم إلى وقت وجود الشرط المتقدم ، وإن كان كائنا لا محالة كالموت فإنه يصير معرفا محضا وتمام التفريع والتفصيل في الجامع الكبير وشرحه




                الخدمات العلمية