قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد
قالت رسلهم أي : قالت لهم رسلهم : أفي الله شك فاطر السماوات والأرض خالقهما ؛ أي : أنه ليس فيه شك ، وأنتم تقرون أنه خالق السماوات والأرض ، فكيف تعبدون غيره ؟ ! يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم أي : [ ص: 364 ] ليغفر لكم ذنوبكم إن آمنتم ويؤخركم إلى أجل مسمى يعني : إلى آجالهم بغير عذاب ؛ فلا يكون موتهم بالعذاب .
قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا أي : لا يوحى إليكم .
فأتونا بسلطان مبين بحجة بينة ولكن الله يمن على من يشاء من عباده بالنبوة ؛ فيوحي إليه وقد هدانا سبلنا يعنون : سبل الهدى ولنصبرن على ما آذيتمونا يعنون : قولهم للأنبياء : إنكم سحرة ، وإنكم كاذبون .
فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين وهذا حيث أذن الله للرسل فدعوا عليهم ؛ فاستجاب لهم ولنسكننكم الأرض من بعدهم أي : من بعد إهلاكهم ذلك لمن خاف مقامي يعني : . المقام بين يدي الله للحساب