إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
[ ص: 423 ] إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه تفسير : استحله بعضهم ، وحرمه بعضهم قتادة وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة وحكمه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الجنة ، ويدخل الكافرين النار .
ادع إلى سبيل ربك دين ربك بالحكمة والموعظة الحسنة يعني : القرآن وجادلهم بالتي هي أحسن يأمرهم بما أمرهم الله به ، وينهاهم عما نهاهم الله عنه .
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به تفسير : قال : ابن عباس لما كان يوم أحد مثل المشركون ، وقطعوا مذاكره ، فلما رآه النبي عليه السلام جزع عليه جزعا شديدا ، فأمر به فغطي ببردة كانت عليه ، فمدها على وجهه ورأسه ، وجعل على رجليه إذخرا ، ثم قال : لأمثلن بثلاثين من بحمزة قريش . فأنزل الله : وإن عاقبتم إلى قوله : وما صبرك إلا بالله فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة " .
[ ص: 424 ] ولا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا يعني : المشركين ولا تك في ضيق مما يمكرون أي : لا يضيق صدرك بمكرهم وكذبهم عليك ؛ فإن الله معك و مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .