الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون  ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين  وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين  واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون  إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 423 ] إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه تفسير قتادة : استحله بعضهم ، وحرمه بعضهم وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة وحكمه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الجنة ، ويدخل الكافرين النار .

                                                                                                                                                                                                                                      ادع إلى سبيل ربك دين ربك بالحكمة والموعظة الحسنة يعني : القرآن وجادلهم بالتي هي أحسن يأمرهم بما أمرهم الله به ، وينهاهم عما نهاهم الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به تفسير ابن عباس : قال : لما كان يوم أحد مثل المشركون بحمزة ، وقطعوا مذاكره ، فلما رآه النبي عليه السلام جزع عليه جزعا شديدا ، فأمر به فغطي ببردة كانت عليه ، فمدها على وجهه ورأسه ، وجعل على رجليه إذخرا ، ثم قال : لأمثلن بثلاثين من قريش . فأنزل الله : وإن عاقبتم إلى قوله : وما صبرك إلا بالله فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة "   .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 424 ] ولا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا يعني : المشركين ولا تك في ضيق مما يمكرون أي : لا يضيق صدرك بمكرهم وكذبهم عليك ؛ فإن الله معك و مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية