وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وإن كل لما جميع لدينا محضرون
قال الله : وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء يعني : رسالة - في تفسير -; أي : انقطع عنهم الوحي; فاستوجبوا العذاب مجاهد إن كانت إلا صيحة واحدة والصيحة عند الحسن : العذاب فإذا هم خامدون قد هلكوا يا حسرة على العباد أخبر الله أن تكذيبهم الرسل حسرة عليهم .
قال من قرأ : (إلا صيحة واحدة ) بالنصب ، فالمعنى : ما كانت عقوبتهم إلا صيحة واحدة . محمد :
والحسرة : أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية بعده حتى يبقى قلبه حسيرا .
يقال منه : حسر الرجل ، وتحسر .
ألم يروا يعني : مشركي قريش كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون أي : لا يرجعون إلى الدنيا; يحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم [ ص: 44 ] وإن كل لما جميع لدينا محضرون يوم القيامة .
قال من قرأ (لما ) بالتخفيف ف " ما " زائدة مؤكدة; المعنى : وما كل إلا جميع . محمد :