السنة العاشرة من الهجرة
حدثنا محمد بن إسحاق ، عن خزيمة ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عامر ، ثنا عن قرة بن خالد ، قال : قلت : أبي جمرة الضبعي إن لي جرة ينبذ لي فيها ، فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن [ ص: 115 ] أفتضح من حلاوته ، قال : لابن عباس عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى ، قالوا : يا رسول الله ، إن بيننا وبينك المشركين من مضر ، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم ، فحدثنا جملا من الأمر ، إذا أخذنا به دخلنا الجنة ، وندعو إليه من وراءنا ، فقال : آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع : الإيمان بالله ، وهل تدرون ما الإيمان بالله ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا الخمس من المغنم ، وأنهاكم عن النبيذ في الدباء ، والنقير ، والحنتم ، والمزفت قدم وفد .
قال : في أول هذه السنة قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دنوا من المدينة تركوا رواحلهم ، وبادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ونزل عبد الله بن الأشج العبدي فعقل راحلته ، ونزع ثيابه فلبسها ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ، سألوه عما ذكرنا . إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم ، والأناة
[ ص: 116 ]