الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلما دخلت السنة التاسعة والعشرون : عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة ، وكان عاملا عليها سبع سنين ، وعزل عثمان بن أبي العاص عن فارس ، وولى ذلك كله عبد الله بن عامر بن كريز ، وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة ، فقدم البصرة ، ثم خرج عبد الله بن عامر إلى فارس على مقدمته عبيد الله بن معمر التيمي ، فقتل عبيد الله ، وفتح إصطخر الثانية عنوة ، فقتل وسبى ، فكان ذلك إصطخر الآخرة ، وقد قيل : في هذه السنة فتح سارية بن زنيم الدؤلي أصبهان صلحا وعنوة بأهل البصرة ، بعثه ابن عامر .

وضاق مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس فكلموا [ ص: 250 ] عثمان في توسعته ، فأمر بتوسعته ،  فكان عثمان يركب على راحلته ويقوم على العمال ، وهم يعملون حتى يجيء وقت الصلاة فيترك ويصلي بهم ، وربما قال في المسجد ونام فيه ، حتى جعل أعمدته من حجارة وفرش فيها الرضراض ، وبناه بالحجارة المنقوشة والساج ، وجعل له ستة أبواب .

ثم نقضت حلوان الصلح فافتتحها ابن عامر عنوة . ورجم عثمان امرأة من جهينة أدخلت على زوجها فولدت في ستة أشهر من يوم أدخلت عليه ، فأمر بها عثمان فرجمت ، فدخل علي على عثمان فقال له : إن الله يقول : وحمله وفصاله ثلاثون شهرا فأرسل عثمان في طلبها فوجدوها قد رجمت ، فاعترف الرجل بالغلام وكان من أشبه الناس به   .

التالي السابق


الخدمات العلمية