فلما دخلت السنة الثامنة والعشرون: تزوج عثمان نائلة بنت الفرافصة ، وكانت على دين النصرانية ، فلما دخلت عليه قال لها عثمان: إني شيخ كبير كما ترين ، قالت: أنا من نساء أحب الأزواج إليهن الكهول ، قال : تقومين إلي أو آتيك ؟ قالت : ما جئت من سماوة كلب إليك إلا وأنا أريد القيام إليك.
معاوية البحر ومعه معه امرأته عبادة بن الصامت فأتى أم حرام بنت ملحان الأنصارية قبرس، فتوفيت أم حرام بها وقبرها هناك ، ثم كان فتح فارس الأول على يدي ، وغزا هشام بن عامر معاوية قبرس فلحقه عبد الله بن أبي سرح ، وأهل مصر وغنموا غنائم كثيرة ، وغزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم ، ثم كانت قبرس الآخرة [ ص: 249 ] أميرها هشام بن عامر . وغزا عثمان في رجب ومعه فأتى عمرو بن العاص ، عثمان بلحم صيد فأمرهم بأكله ، فقال له لا تأكل ولا تأمرنا به ، فقال عمرو بن العاص : عثمان : لست آكل منه شيئا لأنه صيد من أجلي ، فكان بين عثمان وعمرو كلام ، كان ذلك أول ملاحاة كانت بينهما . وفي هذه السنة واعتمر بنى عثمان داره بالزوراء ، ثم حج عثمان بالناس .