مالك بن أنس بن مالك بن أبي غامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن ذي أصبح ، وأم مالك العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية ، وكان أبو عامر جده حليف عثمان بن عبيد الله التيمي ، كنيته أبو عبد الله ، من أهل المدينة ، يروي عن : الزهري ونافع وعبد الله بن دينار ، كان مولده سنة ثلاث أو أربع وتسعين ، وقد قيل : إن أمه كانت حاملا به ثلاث سنين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة ودفن بالبقيع ، روى عنه : الثوري والأوزاعي والليث بن سعد والحمادان وابن عيينة ، وكان مالك - رحمه الله - أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث ، ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك ، وبه تخرج الشافعي - رحمه الله - وإياه ينص ، ومذهبه كان ينتحل حيث كان بالعراق قديما قبل دخوله مصر ، ضربه جعفر بن سليمان بن علي [ ص: 460 ] ابن عبد الله بن عباس سبعين شوطا ، وكان على المدينة لفتياه يمين المكره ، فمسح مالك ظهره عن الدم ودخل المسجد وصلى، وقال : لما ضرب سعيد بن المسيب فعل مثل ذلك .


