الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أبو عوانة اسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء الليثي ، من أهل البصرة ، يروي عن : قتادة والبصريين ، روى عنه : أهل العراق ، وكان مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة ، ومات في شهر ربيع [ ص: 563 ] الأول يوم السبت سنة ست وسبعين ومائة ، وكان يزيد بن عطاء قد حج ومعه أبو عوانة عبده، فلما نزلوا منى أتى سائل فضرب يزيد بن عطاء ، فسأله شيئا فلم يعطه، فلما ولى لحقه أبو عوانة فأعطاه دينارا ، فقال السائل: والله لأنفعنك يا أبا عوانة ، فلما أصبحوا وأرادوا الدفع من المزدلفة وقف ذلك السائل على طريق الناس وجعل ينادي إذا رأى رفقة من أهل العراق : يا أيها الناس اشكروا يزيد بن عطاء الليثي فإنه تقرب إلى الله اليوم بأبي عوانة فأعتقه ، فجعل الناس يمرون فوجا فوجا إلى يزيد بن عطاء ويشكرون له ذلك ، وكان ينكر ، فلما كثر عليه ذلك قال: ومن يقدر على رد هؤلاء كلهم؟ اذهب فأنت حر ، وكان أبو عوانة يقيم بواسط ثم انتقل إلى البصرة وسكنها إلى أن مات بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية