باب الميم
قال أبو حاتم رضي الله عنه : وممن روى من الطبقة الرابعة ممن ابتدأ اسمه على الميم :
رحمة الله عليه ورضوانه ، أسر السائب يوم بدر وهو كافر ، وأمه الشفا بنت أرقم بن هاشم ، وأم الشفا خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت العجلان بن البياع بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم [ ص: 31 ] بن عبد مناف بن قصي ، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم ، وأم هاشم والمطلب وعبد الشمس بني عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية . يروي عن : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن الشافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن مطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو عبد الله الشافعي ، مالك . وكان مولده وابن عيينة بمكة سنة خمسين ومائة في السنة التي مات فيها أبو حنيفة ; لأن أبا حنيفة مات ببغداد في شهر رجب سنة خمسين ومائة ، وولد في تلك السنة الشافعي بغزة من بلاد فلسطين ، ومات عنه أبوه وهو ابن سنتين فحملته أمه إلى دارهم بالحجاز في أجياد ، فنشأ بمكة وترعرع بها وجالس أهل العلم ، وفتح عليه فيه ما حرم غيره مثله ، حتى كان مسلم بن خالد الزنجي يحثه على الفتيا ، يقول : سمعت الشافعي يقول : قال لي مسلم الزنجي وأنا ابن خمس عشرة سنة : أفت يا أبا عبد الله ، فقد آن لك أن تفتي ! فلم يزل ذلك دأبه يزداد كل يوم دفعة وفي العلم بصيرة وقدوة إلى أن توفي رحمه الله بالفسطاط في شهر ربيع الأول سنة أربع ومائتين ، ودفن عند معتبر باب الشمس بالفسطاط ، فرجعوا فرأوا هلال شهر ربيع الآخر ، وقبره مشهور يزار . قد أخرجنا مناقبه من يوم ولد إلى يوم توفي في غير الكتاب ، فلذلك لم نمعن في ذكر الحكايات المروية في شمائله في هذا الكتاب لاقتناعنا بما ذكرناه منا في ذلك الكتاب ، فإن قصدنا في هذا الكتاب الاختصار ولزوم الاقتصار .