الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عكرمة مولى ابن عباس ، كنيته : أبو عبد الله ، يروي عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وعائشة وأبي هريرة ، روى عنه : الشعبي وجابر بن زيد والناس ، كان عكرمة من علماء الناس في زمانه بالقرآن [ ص: 230 ] والفقه ، وكان جابر بن زيد يقول : عكرمة من أعلم الناس ، ومن زعم أنا كنا نتقي حديث عكرمة ، فلم ينصف ، إذ لم نتق الرواية ، عن إبراهيم بن أبي يحيى وذويه ولا يجب على من شم رائحة العلم أن يعرج على قول يزيد بن أبي زياد حيث يقول : دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة مقيد على باب الحش ، قلت : من هذا ، قال : إن هذا يكذب على أبي ، ومن أمحل المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح ؛ لأن يزيد بن أبي زياد ليس ممن يحتج بنقل حديثه ، ولا بشيء يقوله أيوب بن رزين ، عن نافع ، قال : سمعت ابن عمر يقول : يا نافع لا تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس ، قلت : أما عكرمة ، فحمل أهل العلم عنه الحديث والفقه في الأقاليم كلها ، وما أعلم أحدا ذمه بشيء إلا بدعابة كانت فيه ، مات سنة سبع ومائة ، وقد قيل : سنة خمس ومائة ، مات هو وكثير عزة في يوم واحد ، فأخرج جنازتاهما ، وقال الناس : مات أفقه الناس وأشعر الناس ، وكان لعكرمة يوم مات أربع وثمانون سنة ، وكان متزوجا بأم سعيد بن جبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية