الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حماد بن سلمة بن دينار الخزاز ، كنيته أبو سلمة ، من أهل البصرة وكنية سلمة أبو صخرة ، مولى حمير بن كنانة من تميم ، ويقال : مولى قريش ، وقد قيل : إنه حميري ، يروي عن : ثابت وقتادة ، روى عنه : شعبة والثوري وأهل البصرة ، مات في ذي الحجة لإحدى عشرة ليلة بقيت منه سنة سبع وستين ومائة ، وكان من العباد المجابين الدعوة ، وكان ابن أخت حميد الطويل ، حميد خاله ، ولم ينصف من جانب حديثه ، واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه ، وبابن أخي الزهري ، وبعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة ودونهما ، وكانوا يخطئون ، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا ، وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة ولم يكن من أقران حماد [ ص: 217 ] مثله بالبصرة في الفضل والدين والعلم والنسك والجمع والكتبة والصلابة في السنة والقمع لأهل البدعة ، ولم يكن يثلبه في أيامه إلا قدري ، أو مبتدع جهمي لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة ، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش حماد بن سلمة في إتقانه ، أو في جمعه أم في علمه أم في ضبطه ، وإنا نشيع الكلام في هذا الفصل في كتاب الفصل بين النقلة عند ذكرنا إياه - إن شاء الله تعالى - سمعت أحمد بن محمد بن عمرو بن بسطام يقول : سمعت ابن مهزاذ يقول : حدثنا علي بن جرير قال : سألت عبد الله بن المبارك بالبصرة عن مسائل ، فقال : ائت معلمي ، قلت : ومن هو قال : حماد بن سلمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية