( واليقين ) أي والثانى  اليقين المنافي للشك   بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما ، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ؟ ! قال الله عز وجل : (  إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله      ) - إلى قوله - (  أولئك هم الصادقون      ) ( الحجرات : 15 ) فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ; أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين - والعياذ بالله - الذين قال الله تعالى فيهم : (  إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون      ) ( التوبة : 45 )      [ ص: 420 ] وفي الصحيح من حديث   أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "  أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة     " وفي رواية : " لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة " وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال : "  من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة     " الحديث . فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها ، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط .  
				
						
						
