( كذا استغاثة به سبحانه ) ; أي  ومن أنواع العبادة الاستغاثة بالله   عز وجل وهي طلب الغوث منه تعالى من جلب خير أو دفع شر ، قال الله عز وجل : (  إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين      ) ( الأنفال : 9 ) وقال تعالى : (  يعلمون أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله      ) ( النمل : 62 ) الآية . وقال تعالى : (  وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته      ) ( الشورى : 28 ) الآية . ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "  يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا بديع السماوات والأرض ، برحمتك أستغيث     " . وفي   الطبراني  بإسناده من حديث  ثابت بن الضحاك  ،  أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق . فقال صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله     " . وفي الصحيح من حديث   أنس بن مالك  رضي الله عنه في الاستسقاء : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : "  اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا     " . وغير ذلك من الأحاديث .  
( والذبح ) ; أي  ومن أنواع العبادة الذبح نسكا لله تعالى   من هدي وأضحية      [ ص: 454 ] وعقيقة وغير ذلك . قال الله عز وجل : ( فصل لربك وانحر ) ( الكوثر : 3 ) وقال تعالى : (  قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين   لا شريك له وبذلك أمرت      ) ( الأنعام : 163 ) الآيات . وقال تعالى : (  والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها      ) ( الحج : 36 ) الآيات .  
وفي صحيح  مسلم  عن  علي  رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : "  لعن الله من ذبح لغير الله     " الحديث . وفي مسند   الإمام أحمد  رحمه الله عن   طارق بن شهاب  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "  دخل الجنة رجل في ذباب ، ودخل النار رجل في ذباب . قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب . قال : ليس عندي شيء أقرب . فقالوا له : قرب ولو ذبابا . فقرب ذبابا ، فخلوا سبيله فدخل النار . فقالوا للآخر : قرب . قال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل . فضربوا عنقه فدخل الجنة     " .  
				
						
						
