الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما سبب ثبوته فالعقد وهو الإيجاب والقبول ، وهو أن يقول الذي أسلم على يد إنسان له أو لغيره : أنت مولاي ترثني إذا مت وتعقل عني إذا جنيت فيقول : قبلت سواء قال ذلك للذي أسلم على يديه أو لآخر بعد أن ذكر الإرث والعقل في العقد ، ولو أسلم على يد رجل ولم يواله ووالى غيره فهو مولى للذي والاه عند عامة العلماء ، وعند عطاء هو مولى للذي أسلم على يده والصحيح قول العامة ; لقوله عز وجل { والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم } جعل الولاء للعاقد ، وكذا لم ينقل أن الصحابة أثبتوا الولاء بنفس الإسلام ، وكل الناس كانوا يسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ، وكان لا يقول أحد لمن أسلم على يد أحد أنه ليس له أن يوالي غير الذي أسلم على يده ، فثبت أن نفس الإسلام على يد رجل ليس سببا لثبوت الولاء له ، بل السبب هو العقد فما لم يوجد لا يثبت الإرث والعقل .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية