ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة رجع   سليمان بن محمد  ، صرفه   عبد الله بن طاهر  ، إلى طبرستان  من جرجان  بجمع كثير ، وخيل وسلاح ، فتنحى  الحسن بن زيد  عن طبرستان  ، ولحق بالديلم  ، ودخلها  سليمان  ، وقصد سارية  ، وأتاه ابنان  لقارن بن شهريار  ، وأتاه أهل آمل  وغيرهم ، منيبين مظهرين الندم ، يسألون الصفح ، فلقيهم بما أرادوا ، ونهى أصحابه عن القتل والنهب والأذى . 
وورد كتاب  أسد بن جندان  إلى  محمد بن عبد الله  يخبره أنه لقي  علي بن عبد الله   [ ص: 229 ] الطالبي المسمى بالمرعشي  ، فيمن معه من رؤساء الجبل ، فهزمه ودخل مدينة آمل    . 
وفيها ظهر بأرمينية  رجلان ، فقاتلهما  العلاء بن أحمد  عامل  بغا الشرابي  ، فهزمهما ، فصعدا قلعة هناك ، فحصرهما ، ونصب عليها المجانيق ، فهزما منها ، وخفي أمرهما عليه وملك القلعة . 
وفيها حارب  عيسى بن الشيخ  الموفق الخارجي  فهزمه وأسر  الموفق     . 
وفيها ورد كتاب  محمد بن طاهر بن عبد الله  يخبر  الطالبي  الذي ظهر بالري  ، وما أعد له من العساكر المسيرة له ، وظفر به ، واسمه   محمد بن جعفر  ، فأخذه أسيرا ، ثم سار إلى الري  بعد أسر  محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى بن الحسين الصغير ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب  ، عليه السلام ،  وإدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب  ، عليه السلام . 
وفيها انهزم  الحسن بن زيد  من   محمد بن طاهر  ، وكان لقيه في ثلاثين ألفا ، وقتل من أصحابه أعيان الحسن ثلاثمائة رجل وأربعين رجلا . 
وفيها خرج  إسماعيل بن يوسف العلوي ابن أخت موسى بن عبد الله الحسني     . 
وفيها كانت وقعة بين  محمد بن خالد بن يزيد  ،  وأحمد المولد  ،  وأيوب بن أحمد   [ ص: 230 ] بالسكير  من أرض بني تغلب  ، فقتل بينهما جماعة كثيرة ، فانهزم  محمد  ونهب متاعه . 
وفيها غزا  بلكاجور  الروم  ، ففتح مطمورة  ، وغنم غنيمة كثيرة ، وأسر جماعة من الروم    . 
وفيها ظهر بالكوفة  رجل من الطالبيين اسمه  الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن [ علي بن حسين بن ] علي بن أبي طالب  ، عليه السلام ، واستخلف بها  محمد بن جعفر بن حسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، يكنى أبا أحمد  ، فوجه إليه  المستعين  مزاحم بن خاقان  ، وكان العلوي بسواد الكوفة  في جماعة من بني أسد  ومن الزيدية  ، وأجلى عنها عامل الخليفة وهو  أحمد بن نضير بن حمزة بن مالك الخزاعي  إلى قصر  ابن هبيرة  ، واجتمع  مزاحم  وهشام بن أبي دلف العجلي  ، فسار  مزاحم  إلى الكوفة  ، فحمل أهل الكوفة  العلوية على قتالهما ، ووعدهم النصرة ، فتقدم  مزاحم  وقاتلهم ، وكان قد سير قائدا معه جماعة ، فأتى أهل الكوفة  من ورائهم ، فأطبقوا عليهم ، فلم يفلت منهم واحد ، ودخل الكوفة  ، فرماه أهلها بالحجارة ، فأحرقها بالنار ، فاحترق منها سبعة أسواق حتى خرجت النار إلى السبيع ، ثم هجم على الدار التي فيها العلوي ، فهرب ، وأقام  مزاحم  بالكوفة  ، فأتاه كتاب  المعتز  يدعوه إليه ، فسار إليه . 
وفيها ظهر إنسان علوي بناحية نينوى  من أرض العراق  ، فلقيه  هشام بن أبي دلف   [ ص: 231 ] في شهر رمضان ، فقتل من أصحاب العلوي جماعة وهرب فدخل الكوفة    . 
وفيها ظهر  الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الأرقط بن محمد بن علي بن الحسين بن علي المعروف بالكركي  ، بناحية قزوين  ، وزنجان  ، فطرد عمال  طاهر  عنها . 
وفيها قطعت بنو عقيل  طريق جدة  ، فحاربهم  جعفر ( بشاشات )  فقتل من أهل مكة  نحو ثلاثمائة رجل ، فغلت الأسعار بمكة  ، وأغارت الأعراب على القرى . 
وفيها ظهر  إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب  بمكة  ، فهرب  جعفر ( بشاشات )  ، وانتهب  إسماعيل  منزله ومنازل أصحاب السلطان ، وقتل الجند وجماعة من أهل مكة  ، وأخذ ما كان حمل لإصلاح القبر من المال وما في الكعبة  وخزائنها من الذهب والفضة وغير ذلك ، وأخذ كسوة الكعبة  ، وأخذ من الناس نحوا من مائتي ألف دينار ، وخرج منها بعد أن نهبها ، وأحرق بعضها في ربيع الأول بعد خمسين يوما وسار إلى المدينة  ، فتوارى عاملها ، ثم رجع  إسماعيل  إلى مكة  في رجب فحصرهم حتى تماوت أهلها جوعا وعطشا ، وبلغ الخبز ثلاث أواق   [ ص: 132 ] بدرهم ، واللحم رطل بأربعة دراهم ، وشربة ماء بثلاثة دراهم ، ولقي أهل مكة  منه كل بلاء . 
ثم سار ( إلى جدة  بعد مقام سبعة وخمسين يوما ، فحبس عن الناس الطعام ) ، وأخذ الأموال التي للتجار وأصحاب المراكب . 
ثم وافى  إسماعيل  عرفة  وبها  محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور الملقب بكعب البقر  ،  وعيسى بن محمد المخزومي  صاحب جيش مكة  ، كان  المعتز  وجههما إليها ، فقاتلهما  إسماعيل  ، وقتل من الحاج نحو ألف ومائة ، وسلب الناس ، وهربوا إلى مكة  ، لم يقفوا بعرفة  ليلا ولا نهارا ، ووقف  إسماعيل  وأصحابه ، ثم رجع إلى جدة  فأفنى أموالها . 
  [ الوفيات ] 
وفيها مات  سري السقطي الزاهد     [ الوفيات ] 
و  إسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج  ، الحافظ النيسابوري ، توفي في جمادى الأولى ، وله مسند يروى عنه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					