الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ولاية محمد بن أحمد بن الأغلب ولما توفي زيادة الله ولي بعده أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الأغلب ، وجرى على سنن أسلافه ، وكان أديبا ، عاقلا ، حسن السيرة ، غير أن جزيرة صقلية تغلب الروم على مواضع منها ، وبنى أيضا حصونا ومحارس على ساحل البحر .

وبالمغرب أرض تعرف بالأرض الكبيرة بينها وبين برقة مسيرة خمسة عشر يوما ، [ ص: 72 ] وبها مدينة على ساحل البحر تدعى بارة ، وكان أهلها نصارى ليسوا بروم ، فغزاها حياة مولى الأغلب ، فلم يقدر عليها ، ثم غزاها خلفون البربري ، ويقال إنه مولى لربيعة ، ففتحها في خلافة المتوكل ، وقام بعده رجل يسمى المفرج بن سالم ، ففتح أربعة وعشرين حصنا ، واستولى عليها ، فكتب إلى والي مصر يعلمه خبره ، وأنه لا يرى لنفسه ومن معه من المسلمين صلاة إلا بأن يعقد له الإمام على ناحيته ، ويوليه إياها ، ليخرج من حد المتغلبين ، وبنى مسجدا جامعا .

ثم إن أصحابه شغبوا عليه ، ثم قتلوه .

ثم توفي أبو عبد الله محمد ، رحمه الله ، سنة إحدى وستين ومائتين .

إنما ذكرنا ولاية هؤلاء متتابعة لقلة ما لكل واحد منهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية