ذكر خلع المؤيد وموته  
في رجب خلع  المعتز  أخاه المؤيد من ولاية العهد بعده ، وكان سببه أن  العلاء بن أحمد  ، عامل أرمينية  ، بعث إلى المؤيد بخمسة آلاف دينار ليصلح بها أمره ، فبعث   [ ص: 237 ] عيسى بن فرخانشاه  إليها ، فأخذها ، فأغرى المؤيد الأتراك  بعيسى  ، وخافهم المغاربة  ، فبعث  المعتز  إلى المؤيد  وأبي أحمد  ، فأخذهما وحبسهما ، وقيد العطاء للأتراك  والمغاربة    . 
وقيل : إنه ضربه أربعين مقرعة ، وخلعه بسامرا  ، وأخذ خطه بخلع نفسه ، وكانت وفاته أيضا في رجب لثمان بقين من الشهر . 
وكان سبب موته أن امرأة من نساء الأتراك  أعلمت   محمد بن راشد  أن الأتراك  يريدون إخراج المؤيد من الحبس ، فأنهى ذلك إلى  المعتز  ، فذكر  موسى بن بغا  عنه فقال : ما أرادوه ، إنما أرادوا أن يخرجوا  أبا أحمد بن المتوكل  لأنسهم به وكان في الحرب التي كانت ، فلما كان من الغد دعا بالقضاة والفقهاء والوجوه ، فأخرج المؤيد إليهم ميتا لا أثر به ، ولا جرح ، وحمل إلى أمه ، ومعه كفنه ، وأمرت بدفنه . 
فقيل : إنه أدرج في لحاف سمور ومسك طرفاه حتى مات . 
وقيل : إنه أقعد في الثلج ، وجعل على رأسه منه كثير ، فجمد بردا . 
ولما مات المؤيد نقل أخوه  أبو أحمد  إلى محبسه ، وكانا لأب وأم . 
				
						
						
