ذكر الفتنة بين الأتراك والمغاربة  
( وفي هذه السنة مستهل رجب كانت الفتنة بين الأتراك  والمغاربة    . 
وسببها أن الأتراك    ) وثبوا  بعيسى بن فرخانشاه  ، فضربوه ، وأخذوا دابته ، واجتمعت المغاربة  مع   محمد بن راشد  ،  ونصر بن سعد  ، وغلبوا الأتراك  على الجوسق ، وأخرجوهم منه ، وقالوا لهم : كل يوم تقتلون خليفة ، وتخلعون آخر ، وتعملون وزيرا . 
وصار الجوسق وبيت المال في أيدي المغاربة  ، وأخذوا الدواب التي كان تركها الأتراك  ، فاجتمع الأتراك  وأرسلوا إلى الكرخ  والدور منهم ، فاجتمعوا وتلاقوا هم والمغاربة  ، وأعان الغوغاء والشاكرية المغاربة  ، فضعف الأتراك  وانقادوا ، فأصلح   جعفر بن عبد الواحد  بينهم ، على أن لا يحدثوا شيئا ، وكل موضع يكون فيه رجل من الفريقين يكون فيه رجل من الفريق الآخر ، فمكثوا مديدة ، ثم اجتمع الأتراك  ، وقالوا : نطلب هذين الرأسين ، فإن ظفرنا بهما فلا أحد ينطق ، فبلغ الخبر باجتماع الأتراك  إلى   محمد بن راشد  ونصر بن سعد  ، فخرجا إلى منزل  محمد بن عزون  ليكونا عنده حتى يسكن الأتراك  ثم يرجعا إلى جمعهما ، فغمز بهما إلى الأتراك  ، فأخذوهما فقتلوهما ، فبلغ ذلك  المعتز  ، فأراد قتل  ابن عزون  ، فكلم فيه ، فنفاه إلى بغداد    . 
				
						
						
