ذكر عصيان أهل برقة    
وفي هذه السنة عصى أهل برقة   على   أحمد بن طولون  ، وأخرجوا أميرهم  محمد بن الفرج الفرغاني  ، فبعث   ابن طولون  جيشا عليهم غلامه  لؤلؤ  ، وأمره بالرفق بهم ، واستعمال اللين ، فإن انقادوا وإلا السيف . 
فسار العسكر حتى نزلوا على برقة  ، وحصروا أهلها ، وفعلوا ما أمرهم من اللين ، فطمع أهل برقة   ، وخرجوا يوما على بعض العسكر ، وهم نازلون على باب البلد ، فأوقعوا بهم وقتلوا منهم . 
فأرسل  لؤلؤ  إلى صاحبه  أحمد  يعرفه الخبر ، فأمر بالجد في قتالهم ، فنصب عليهم المجانيق ، وجد في قتلهم ، وطلبوا الأمان ، فأمنهم ، ففتحوا له الباب ، فدخل البلد ، وقبض على جماعة من رؤسائهم ، وضربهم بالسياط وقطع أيدي بعضهم ، وأخذ معه جماعة منهم وعاد إلى مصر  ، واستعمل على برقة  عاملا . 
ولما وصل  لؤلؤ  إلى مصر  خلع عليه  أحمد  خلعة فيها طوقان ، فوضعها في رقبته ، وطيف بالأسرى في البلد . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					