ذكر ما فعله  لشكري  من المخالفة  
كان  لشكري الديلمي  من أصحاب أسفار ، ( واستأمن إلى ) الخليفة ، فلما   [ ص: 759 ] انهزم  هارون بن غريب  من   مرداويج  سار معه إلى قرميسين ، وأقام  هارون  بها ، واستمد  المقتدر  ليعاود ( محاربة )   مرداويج  ، وسير  هارون  لشكري هذا إلى نهاوند  لحمل مال بها إليه ، فلما صار لشكري بنهاوند  ، ورأى غنى أهلها طمع فيهم ، وصادرهم على ثلاثة آلاف ألف درهم ، واستخرجها في مدة أسبوع ، وجند بها جندا ، ثم مضى إلى أصبهان  هاربا من  هارون  في الجند الذين انضموا إليه في جمادى الآخرة . 
وكان الوالي على أصبهان  حينئذ  أحمد بن كيغلغ  ، وذلك قبل استيلاء   مرداويج  عليها ، فخرج إليه  أحمد  فحاربه ، فانهزم  أحمد  هزيمة قبيحة ، وملك  لشكري  أصبهان  ، ودخل أصحابه إليها فنزلوا في الدور والخانات وغيرها ولم يدخل  لشكري  معهم . 
ولما انهزم  أحمد  نجا إلى بعض قرى أصبهان  في ثلاثين فارسا ، وركب  لشكري  يطوف بسور أصبهان  من ظاهره ، فنظر إلى  أحمد  في جماعته ، فسأل عنه فقيل : لا شك أنه من أصحاب  أحمد بن كيغلغ  ، فسار فيمن معه من أصحابه نحوهم ، وكانوا عدة يسيرة ، فلما قرب منه تعارفوا ، فاقتتلوا ، فقتل  لشكري  ، قتله  أحمد بن كيغلغ  ، ضربه بالسيف على رأسه ، فقد المغفر والخوذة ، ونزل السيف حتى خالط دماغه ، فسقط ميتا . 
وكان ( عمر  أحمد     ) إذ ذاك قد جاوز السبعين ، فلما قتل  لشكري  انهزم من معه ، فدخلوا أصبهان  ، وأعلموا أصحابهم ، فهربوا على وجوههم ، وتركوا أثقالهم وأكثر رحالهم ، ودخل  أحمد  إلى أصبهان  ، وكان هذا قبل استيلاء   مرداويج  على أصبهان  ، وكان   [ ص: 760 ] هذا من الفتح الظريف ، وكان جزاؤه ( أن صرف ) عن أصبهان  ، وولي عليها  المظفر بن ياقوت     . 
				
						
						
