الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( و ) ندب ( وقوفه بالمشعر الحرام يكبر ) الله ( ويدعو ) لنفسه والمسلمين أي للتكبير والدعاء والذكر ( للإسفار و ) ندب ( استقباله ) أي الواقف ( به ) أي بالمشعر جاعلا له على يساره ( ولا وقوف ) مشروع ( بعده ) أي الإسفار الأعلى ( ولا قبل ) صلاة ( الصبح ) بل يكره ( و ) ندب ( إسراع ) بدابة ، أو مشي ذهابا وإيابا ( ببطن محسر ) بضم الميم وكسر السين مشددة واد بين مزدلفة ومنى بقدر رمية الحجر .

التالي السابق


( قوله : وندب وقوفه بالمشعر الحرام ) أي فإذا وصل للمشعر الحرام ندب وقوفه به إلخ على ما قال المصنف والمعتمد أن الوقوف بالمشعر الحرام سنة كما قال ابن رشد وشهره القلشاني بل قال ابن الماجشون إن الوقوف به فريضة ولذا جعل البساطي الندب منصبا على القيد انظر طفى قال عج وهل الندب يحصل بالوقوف ، وإن لم يكبر ويدع فهما مستحب آخر ، أو لا يحصل إلا بالوقوف معهما ، أو مع أحدهما والثاني ظاهر المصنف لكن لا يتوقف الندب على التكبير والدعاء معا بل يكفي مقارنته لأحدهما واعلم أن المشعر الحرام هو البناء المعلوم وهو المسجد الذي على يسار الذاهب لمنى الذي بين جبل المزدلفة والجبل المسمى بقزح وإنما سمي مشعرا لما فيه من الشعائر أي الطاعات ومعالم الدين ومعنى الحرام أي الذي يحرم فيه الصيد وغيره كقطع الأشجار ; لأنه من الحرم وإذا علمت هذا فقوله : بالمشعر الحرام أي عنده أو أن المشعر كما يطلق على البناء يطلق على ما قرب منه من الفضاء . ( قوله : للإسفار ) متعلق بوقوفه . ( قوله : وندب استقباله أي الواقف به ) أي ندب استقبال الواقف عنده للقبلة . ( قوله : ولا وقوف مشروع بعده ) أي كما كان يفعل الجاهلية من وقوفهم به لطلوع الشمس وقد يقال : إن عدم الوقوف بعد الإسفار مستفاد من إغيائه أولا بقوله للإسفار وحينئذ فلا حاجة لقوله ولا وقوف بعده فتأمل .

( قوله : ذهابا ) أي في حالة الذهاب من منى لعرفة في حالة الإياب أي الرجوع من عرفة لمنى . ( قوله : ببطن محسر ) قيل إنه سمي ذلك الوادي ببطن محسر لحسر فيل أصحاب الفيل فيه أي إعيائه وقيل ; لأنه نزل العذاب عليهم فيه ا هـ خش قال شيخنا العدوي الحق أن قضية الفيل لم تكن بوادي محسر بل كانت خارج الحرم كما أفاده بعض شيوخنا .




الخدمات العلمية