[ ص: 2 ] قال ) الشيخ الإمام الأجل الزاهد شمس الأئمة ، وفخر الإسلام
أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله : إملاء اعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=17190الخمر حرام بالكتاب ، والسنة .
: أما الكتاب فقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90 : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر ، والميسر } إلى أن قال {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91فهل أنتم منتهون } ، وسبب نزول هذه الآية سؤال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه على ما روي أنه {
قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : الخمر مهلكة للمال مذهبة للعقل فادع الله تعالى يبينها لنا فجعل يقول اللهم بين لنا بيانا شافيا فنزل قوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219يسألونك عن الخمر ، والميسر قل فيهما إثم كبير ، ومنافع للناس } فامتنع منها بعض الناس ، وقال بعضهم : نصيب من منافعها ، وندع المأثم فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : اللهم زدنا في البيان ، فنزل قوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تقربوا الصلاة ، وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } فامتنع بعضهم ، وقالوا : لا خير لنا فيما يمنعنا من الصلاة ، وقال بعضهم : بل نصيب منها في غير وقت الصلاة فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : اللهم زدنا في البيان فنزل قوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90إنما الخمر ، والميسر } الآية فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : انتهينا ربنا } . والخمر هو النيء من ماء العنب المشتد بعدما غلى ، وقذف بالزبد
اتفق العلماء رحمهم الله على هذا ، ودل عليه قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=36 : إني أراني أعصر خمرا } أي عنبا يصير خمرا بعد العصر ، والميسر القمار ، والأنصاب ذبائحهم باسم آلهتهم في أعيادهم ، والأزلام القداح واحدها زلم كقولك قلم ، وأقلام ، وهذا شيء كانوا يعتادونه في الجاهلية إذا أراد أحدهم أمرا أخذ سهمين مكتوب على أحدهما أمرني ربي ، والآخر نهاني ربي فجعلهما في وعاء ثم أخرج أحدهما فإن خرج الأمر ، وجب عليه مباشرة ذلك الأمر ، وإن خرج النهي حرم عليه مباشرته ، وبين الله تعالى أن كل ذلك رجس .
والرجس ما هو محرم العين ، وإنه من عمل الشيطان يعني أن من لا ينتهي عنه متابع للشيطان مجانب لما فيه رضا الرحمن ، وفي قوله عز ، وجل {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90 : فاجتنبوه } أمر بالاجتناب منه ، وهو نص في التحريم ثم بين المعنى فيه بقوله عز ، وجل {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة [ ص: 3 ] والبغضاء في الخمر ، والميسر ، ويصدكم عن ذكر الله ، وعن الصلاة } ، وكان هذا إشارة إلى الإثم الذي بينه الله تعالى في الآية الأولى بقوله عز ، وجل ، : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219وإثمهما أكبر من نفعهما } ، وفي قوله {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91 : فهل أنتم منتهون } أبلغ ما يكون من الأمر بالاجتناب عنه ، وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=33 : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ، وما بطن ، والإثم } ، والإثم من أسماء الخمر قال القائل .
شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم يذهب بالعقول
، وقيل : هذا إشارة إلى قوله ، {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219وإثمهما أكبر من نفعهما } ، والسنة ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81171لعن الله في الخمر عشرا } الحديث ، وذلك دليل نهاية التحريم ، وقال : عليه الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=67997شارب الخمر كعابد الوثن } ، وقال : عليه الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81398الخمر أم الخبائث } ، وقال : عليه الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81399إذا ، وضع الرجل قدحا فيه خمر على يده لعنته ملائكة السموات والأرض فإن شربها لم تقبل صلاته أربعين ليلة ، وإن داوم عليها فهو كعابد الوثن } ، وكان
جعفر الطيار رحمه الله يتحرز عن هذا في الجاهلية ، والإسلام ، ويقول العاقل يتكلف ليزيد في عقله فأنا لا أكتسب شيئا يزيل عقلي ، والأمة أجمعت على تحريمها ، وكفى بالإجماع حجة هذه حرمة قوية باتة حتى يكفر مستحلها ، ويفسق شاربها . .
[ ص: 2 ] قَالَ ) الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ الزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ ، وَفَخْرُ الْإِسْلَامِ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : إمْلَاءً اعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=17190الْخَمْرَ حَرَامٌ بِالْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ .
: أَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الْخَمْرُ ، وَالْمَيْسِرُ } إلَى أَنْ قَالَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } ، وَسَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ سُؤَالُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مَا رُوِيَ أَنَّهُ {
قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْخَمْرُ مُهْلِكَةٌ لِلْمَالِ مُذْهِبَةٌ لِلْعَقْلِ فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى يُبَيِّنُهَا لَنَا فَجَعَلَ يَقُولُ اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا بَيَانًا شَافِيًا فَنَزَلَ قَوْله تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219يَسْأَلُونَك عَنْ الْخَمْرِ ، وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ ، وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } فَامْتَنَعَ مِنْهَا بَعْضُ النَّاسِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : نُصِيبُ مِنْ مَنَافِعِهَا ، وَنَدَعُ الْمَأْثَمَ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اللَّهُمَّ زِدْنَا فِي الْبَيَانِ ، فَنَزَلَ قَوْله تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ، وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ } فَامْتَنَعَ بَعْضُهُمْ ، وَقَالُوا : لَا خَيْرَ لَنَا فِيمَا يَمْنَعُنَا مِنْ الصَّلَاةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ نُصِيبُ مِنْهَا فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : اللَّهُمَّ زِدْنَا فِي الْبَيَانِ فَنَزَلَ قَوْله تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90إنَّمَا الْخَمْرُ ، وَالْمَيْسِرُ } الْآيَةَ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْتَهَيْنَا رَبَّنَا } . وَالْخَمْرُ هُوَ النِّيءُ مِنْ مَاءِ الْعِنَبِ الْمُشْتَدِّ بَعْدَمَا غَلَى ، وَقَذَفَ بِالزَّبَدِ
اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ عَلَى هَذَا ، وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=36 : إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا } أَيْ عِنَبًا يَصِيرُ خَمْرًا بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَالْمَيْسِرُ الْقِمَارُ ، وَالْأَنْصَابُ ذَبَائِحُهُمْ بِاسْمِ آلِهَتِهِمْ فِي أَعْيَادِهِمْ ، وَالْأَزْلَامُ الْقِدَاحُ وَاحِدُهَا زَلَمٌ كَقَوْلِك قَلَمٌ ، وَأَقْلَامٌ ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانُوا يَعْتَادُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَمْرًا أَخَذَ سَهْمَيْنِ مَكْتُوبٌ عَلَى أَحَدِهِمَا أَمَرَنِي رَبِّي ، وَالْآخَرُ نَهَانِي رَبِّي فَجَعَلَهُمَا فِي وِعَاءٍ ثُمَّ أَخْرَجَ أَحَدَهُمَا فَإِنْ خَرَجَ الْأَمْرُ ، وَجَبَ عَلَيْهِ مُبَاشَرَةُ ذَلِكَ الْأَمْرِ ، وَإِنْ خَرَجَ النَّهْيُ حَرُمَ عَلَيْهِ مُبَاشَرَتُهُ ، وَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ رِجْسٌ .
وَالرِّجْسُ مَا هُوَ مُحَرَّمُ الْعَيْنِ ، وَإِنَّهُ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ يَعْنِي أَنَّ مَنْ لَا يَنْتَهِي عَنْهُ مُتَابِعٌ لِلشَّيْطَانِ مُجَانِبٌ لِمَا فِيهِ رِضَا الرَّحْمَنِ ، وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ ، وَجَلَّ {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90 : فَاجْتَنِبُوهُ } أَمْرٌ بِالِاجْتِنَابِ مِنْهُ ، وَهُوَ نَصٌّ فِي التَّحْرِيمِ ثُمَّ بَيَّنَ الْمَعْنَى فِيهِ بِقَوْلِهِ عَزَّ ، وَجَلَّ {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ [ ص: 3 ] وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ ، وَالْمَيْسِرِ ، وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَعَنْ الصَّلَاةِ } ، وَكَانَ هَذَا إشَارَةً إلَى الْإِثْمِ الَّذِي بَيَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُولَى بِقَوْلِهِ عَزَّ ، وَجَلَّ ، : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } ، وَفِي قَوْلِهِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91 : فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } أَبْلَغُ مَا يَكُونُ مِنْ الْأَمْرِ بِالِاجْتِنَابِ عَنْهُ ، وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=33 : قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ، وَمَا بَطَنَ ، وَالْإِثْمَ } ، وَالْإِثْمُ مِنْ أَسْمَاءِ الْخَمْرِ قَالَ الْقَائِلُ .
شَرِبْت الْإِثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي كَذَاكَ الْإِثْمُ يَذْهَبُ بِالْعُقُولِ
، وَقِيلَ : هَذَا إشَارَةٌ إلَى قَوْلِهِ ، {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } ، وَالسُّنَّةُ مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81171لَعَنَ اللَّهُ فِي الْخَمْرِ عَشْرًا } الْحَدِيثَ ، وَذَلِكَ دَلِيلُ نِهَايَةِ التَّحْرِيمِ ، وَقَالَ : عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=67997شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ الْوَثَنِ } ، وَقَالَ : عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81398الْخَمْرُ أُمُّ الْخَبَائِثِ } ، وَقَالَ : عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81399إذَا ، وَضَعَ الرَّجُلُ قَدَحًا فِيهِ خَمْرٌ عَلَى يَدِهِ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَإِنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَإِنْ دَاوَمَ عَلَيْهَا فَهُوَ كَعَابِدِ الْوَثَنِ } ، وَكَانَ
جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَتَحَرَّزُ عَنْ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَالْإِسْلَامِ ، وَيَقُولُ الْعَاقِلُ يَتَكَلَّفُ لِيَزِيدَ فِي عَقْلِهِ فَأَنَا لَا أَكْتَسِبُ شَيْئًا يُزِيلُ عَقْلِي ، وَالْأُمَّةُ أَجْمَعَتْ عَلَى تَحْرِيمِهَا ، وَكَفَى بِالْإِجْمَاعِ حُجَّةً هَذِهِ حُرْمَةٌ قَوِيَّةٌ بَاتَّةٌ حَتَّى يَكْفُرَ مُسْتَحِلُّهَا ، وَيَفْسُقَ شَارِبُهَا . .