الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( ألا ترى ) أن الذي لم يبلغ لو أودعه رجل ، أو أقرضه مالا ، ثم كبر ، فأقر أنه استهلكه في حال صغره وقال رب المال : استهلكته بعد الكبر أن القول قول الغلام ; لأنه أضاف استهلاكه إلى حالة معهودة تنافي وجوب الضمان عليه ، فيكون هو منكرا للضمان ، ولو قال رب المال : أنا أقرضتك ، أو أودعتك بعد الكبر فاستهلكته ، وقال الغلام استهلكته قبل الكبر كان الغلام ضامنا لجميع ذلك ; لأن الغلام يدعي إسناد الإيداع ، والإقراض إلى حالة الصغر ليثبت به تسليطه إياه على الاستهلاك مطلقا ، ورب المال منكر لذلك ، فالقول قوله ، وإذا قبل قوله مع يمينه بقي استهلاكه للمال ، وهو سبب موجب للضمان عليه في الحال .

التالي السابق


الخدمات العلمية