وقوله تعالى : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها روي عن جابر بن عبد الله قالا : " رأوا عير طعام قدمت والحسن المدينة وقد أصابتهم مجاعة " ، وقال : " اللهو المزامير " وقال جابر : " الطبل " مجاهد قل ما عند الله " من الثواب على " سماع الخطبة وحضور الموعظة خير من اللهو ومن التجارة [ ص: 344 ] قوله تعالى : وتركوك قائما يدل على أن الخطبة قائمة ؛ روى عن الأعمش إبراهيم أن رجلا سأل أكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما أو قاعدا ؟ فقال : ألست تقرأ القرآن علقمة وتركوك قائما ؟ .
وروى حصين عن عن سالم قال : جابر الشام يوم الجمعة ورسول الله يخطب ، فانصرف الناس ينظرون وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثني عشر رجلا فنزلت هذه الآية : وتركوك قائما وروى قدمت عير من جعفر بن محمد عن أبيه عن : أن النبي صلى الله عليه وسلم جابر قال كان يخطب ، فجاءت عير فخرج الناس إليها حتى بقي اثنا عشر رجلا فنزلت الآية : اختلف أبو بكر ابن فضيل وابن إدريس في الحديث الأول عن حصين ، فذكر ابن فضيل أنه قال : " كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم " وذكر ابن إدريس أنه قال : " كان النبي يخطب " ، ويحتمل أن يريد بقوله : " نصلي " أنهم قد حضروا للصلاة منتظرين لها ؛ لأنوحدثنا من ينتظر الصلاة فهو في الصلاة عبد الله بن محمد قال : حدثنا قال : حدثنا الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى : الحسن انفضوا إليها وتركوك قائما قال : إن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء سعر ، فقدمت عير والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة ، فسمعوا بها فخرجوا إليها والنبي صلى الله عليه وسلم قائم كما هو ، قال الله تعالى : وتركوك قائما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو اتبع آخرهم أولهم لالتهب الوادي عليهم نارا آخر سورة الجمعة .