قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا قيل : فيه وجهان :
أحدهما : أنه لا يعذب
nindex.php?page=treesubj&link=20690فيما كان طريقه السمع دون العقل إلا بقيام حجة السمع فيه من جهة الرسول وهذا يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=1418من أسلم من أهل الحرب ولم يسمع بالصلاة والزكاة ونحوها من الشرائع السمعية أنه لا يلزمه قضاء شيء منها إذا علم لأنه لم يكن لازما له إلا بعد قيام حجة السمع عليه ، وبذلك وردت السنة في قصة أهل
قبا حين أتاهم آت أن القبلة قد حولت وهم في الصلاة فاستداروا إلى
الكعبة ولم يستأنفوا لفقد قيام الحجة عليهم بنسخ القبلة وكذلك قال أصحابنا فيمن أسلم في دار الحرب ولم يعلم بوجوب الصلاة عليه أنه لا قضاء عليه فيما ترك ، قالوا : ولو
nindex.php?page=treesubj&link=1418أسلم في دار الإسلام ولم يعلم بفرض الصلاة عليه فعليه القضاء
[ ص: 18 ] استحسانا والقياس أن يكون مثل الأول لعدم قيام حجة السمع عليه ، وحجة الاستحسان أنه قد رأى الناس يصلون في المساجد بأذان وإقامة وذلك دعاء إليها فكان ذلك بمنزلة قيام الحجة عليه ومخاطبة المسلمين إياه بلزوم فرضها ، فلا يسقطها عنه تضييعه إياها والوجه الثاني : أنه لا يعذب عذاب الاستئصال إلا بعد قيام حجة السمع بالرسول ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=20690مخالفة موجبات أحكام العقول قبل ورود السمع من جهة الرسول لا توجب في حكم الله عذاب الاستئصال .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا قِيلَ : فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ
nindex.php?page=treesubj&link=20690فِيمَا كَانَ طَرِيقُهُ السَّمْعَ دُونَ الْعَقْلِ إِلَّا بِقِيَامِ حُجَّةِ السَّمْعِ فِيهِ مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1418مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَلَمْ يَسْمَعْ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَنَحْوِهَا مِنَ الشَّرَائِعِ السَّمْعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُهُ قَضَاءُ شَيْءٍ مِنْهَا إِذَا عَلِمَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَازِمًا لَهُ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ حُجَّةِ السَّمْعِ عَلَيْهِ ، وَبِذَلِكَ وَرَدَتِ السُّنَّةُ فِي قِصَّةِ أَهْلِ
قَبَا حِينَ أَتَاهُمْ آتٍ أَنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى
الْكَعْبَةِ وَلَمْ يَسْتَأْنِفُوا لِفَقْدِ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِنَسْخِ الْقِبْلَةِ وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُنَا فِيمَنْ أَسْلَمَ فِي دَارِ الْحَرْبِ وَلَمْ يَعْلَمْ بِوُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ فِيمَا تَرَكَ ، قَالُوا : وَلَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=1418أَسْلَمَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ وَلَمْ يَعْلَمْ بِفَرْضِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ
[ ص: 18 ] اسْتِحْسَانًا وَالْقِيَاسُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُ الْأَوَّلِ لِعَدَمِ قِيَامِ حُجَّةِ السَّمْعِ عَلَيْهِ ، وَحُجَّةُ الِاسْتِحْسَانِ أَنَّهُ قَدْ رَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي الْمَسَاجِدِ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ وَذَلِكَ دُعَاءٌ إِلَيْهَا فَكَانَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ وَمُخَاطَبَةِ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاهُ بِلُزُومِ فَرْضِهَا ، فَلَا يُسْقِطُهَا عَنْهُ تَضْيِيعُهُ إِيَّاهَا وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَ الِاسْتِئْصَالِ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ حُجَّةِ السَّمْعِ بِالرَّسُولِ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20690مُخَالَفَةَ مُوجِبَاتِ أَحْكَامِ الْعُقُولِ قَبْلَ وُرُودِ السَّمْعِ مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ لَا تُوجِبُ فِي حُكْمِ اللَّهِ عَذَابَ الِاسْتِئْصَالِ .