قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29723_30428_30437_30550_30200_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد العاجلة : الدنيا ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=20كلا بل تحبون العاجلة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=21وتذرون الآخرة أخبر الله تعالى أن
nindex.php?page=treesubj&link=27209من كان همه مقصورا على طلب الدنيا دون الآخرة عجل له منها ما يريد ، فعلق ما يؤتيه منها بمعنيين :
أحدهما : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18عجلنا له فيها ما نشاء فلذلك استثنى في المعطى ، وذلك يتضمن مقداره وجنسه وإدامته أو قطعه ، ثم أدخل عليه استثناء آخر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18لمن نريد فلذلك استثنى في المعطين وأنه لا يعطى الجميع ممن يسعى للدنيا بل يعطي من شاء منهم ويحرم من شاء ، فأدخل على إرادة العاجلة في إعطاء المريد منها استثناءين لئلا يثق الطالبون للدنيا بأنهم لا محالة سينالون بسعيهم ما يريدون .
ثم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا فلم يستثن شيئا بعد وقوع السعي منهم على الوجه المأمور به ، وشرط في السعي للآخرة أن يكون مؤمنا ومريدا لثوابها . قال
محمد [ ص: 19 ] بن عجلان : من لم يكن فيه ثلاث خلال لم يدخل الجنة : نية صحيحة وإيمان صادق وعمل مصيب ، قال : فقلت : عمن هذا ؟ فقال : عن كتاب الله ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فعلق سعي الآخرة في استحقاق الثواب له بأوصاف ولم يستثن في المقصود شيئا ولم يخصص إرادة العاجلة بوصف بل أطلقها واستثنى في العطية والمعطى ما قدمنا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29723_30428_30437_30550_30200_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ الْعَاجِلَةُ : الدُّنْيَا ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=20كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=21وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27209مَنْ كَانَ هَمُّهُ مَقْصُورًا عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا دُونَ الْآخِرَةِ عَجَّلَ لَهُ مِنْهَا مَا يُرِيدُ ، فَعَلَّقَ مَا يُؤْتِيهِ مِنْهَا بِمَعْنَيَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ فَلِذَلِكَ اسْتَثْنَى فِي الْمُعْطَى ، وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ مِقْدَارَهُ وَجِنْسَهُ وَإِدَامَتَهُ أَوْ قَطْعَهُ ، ثُمَّ أَدْخَلَ عَلَيْهِ اسْتِثْنَاءً آخَرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18لِمَنْ نُرِيدُ فَلِذَلِكَ اسْتَثْنَى فِي الْمُعْطَيْنَ وَأَنَّهُ لَا يُعْطَى الْجَمِيعُ مِمَّنْ يَسْعَى لِلدُّنْيَا بَلْ يُعْطِي مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ وَيَحْرِمُ مَنْ شَاءَ ، فَأَدْخَلَ عَلَى إِرَادَةِ الْعَاجِلَةِ فِي إِعْطَاءِ الْمُرِيدِ مِنْهَا اسْتِثْنَاءَيْنِ لِئَلَّا يَثِقَ الطَّالِبُونَ لِلدُّنْيَا بِأَنَّهُمْ لَا مَحَالَةَ سَيَنَالُونَ بِسَعْيِهِمْ مَا يُرِيدُونَ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا فَلَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا بَعْدَ وُقُوعِ السَّعْيِ مِنْهُمْ عَلَى الْوَجْهِ الْمَأْمُورِ بِهِ ، وَشَرَطَ فِي السَّعْيِ لِلْآخِرَةِ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا وَمُرِيدًا لِثَوَابِهَا . قَالَ
مُحَمَّدُ [ ص: 19 ] بْنُ عَجْلَانَ : مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ثَلَاثُ خِلَالٍ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ : نِيَّةٌ صَحِيحَةٌ وَإِيمَانٌ صَادِقٌ وَعَمَلٌ مُصِيبٌ ، قَالَ : فَقُلْتُ : عَمَّنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : عَنْ كِتَابِ اللَّهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَعَلَّقَ سَعْيَ الْآخِرَةِ فِي اسْتِحْقَاقِ الثَّوَابِ لَهُ بِأَوْصَافٍ وَلَمْ يَسْتَثْنِ فِي الْمَقْصُودِ شَيْئًا وَلَمْ يُخَصِّصْ إِرَادَةَ الْعَاجِلَةِ بِوَصْفٍ بَلْ أَطْلَقَهَا وَاسْتَثْنَى فِي الْعَطِيَّةِ وَالْمُعْطَى مَا قَدَّمْنَا .