وقوله : قل الروح من أمر ربي  أي من الأمر الذي يعلمه ربي . وقوله تعالى : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا  يعني : ما أعطيتم من العلم المنصوص عليه إلا قليلا من كثير بحسب حاجتكم إليه ، فالروح من المتروك الذي لا يصلح النص عليه للمصلحة . وقد دلت هذه الآية على جواز ترك جواب السائل عن بعض ما يسأل عنه لما فيه من المصلحة  في استعمال الفكر والتدبر والاستخراج ، وهذا في السائل الذي يكون من أهل النظر واستخراج المعاني ، فأما إن كان مستفتيا قد بلي بحادثة احتاج إلى معرفة حكمها وليس من أهل النظر فعلى العالم بحكمها أن يجيبه عنها بما هو حكم الله عنده . 
				
						
						
