[ ص: 225 ] سورة "الإسراء" 
مكية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
قوله - عز وجل -: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام   ؛ "سبحان"؛ منصوب على المصدر؛ المعنى: "أسبح الله تسبيحا"؛ ومعنى "سبحان الله"؛ في اللغة: تنزيه الله عن السوء؛ وكذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 
وقوله: أسرى بعبده ليلا  ؛ معناه: سير عبده؛ يقال: "أسريت؛ وسريت"؛ إذا سرت ليلا؛ وقد جاءت اللغتان في القرآن؛ قال الله - جل وعز -: والليل إذا يسر  ؛ هذا من "سريت"؛ ومعنى "يسري": يمضي؛ أسرى الله - سبحانه - بالنبي - صلى الله عليه وسلم – من المسجد الحرام  ؛ وهو مكة  ؛ والحرم كله مسجد؛ فأسرى الله به في ليلة واحدة من المسجد الحرام  من مكة  ؛ إلى بيت المقدس  ؛ وهو قوله - جل وعز -: إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله  ؛ أجرى الله حول بيت المقدس  الأنهار؛ وأنبت الثمار؛ فذلك معنى "باركنا حوله" . 
 [ ص: 226 ] لنريه من آياتنا  ؛ أي: لنري محمدا  ؛ فأراه الله في تلك الليلة من الأنبياء؛ وآياتهم؛ ما أخبر به في غد تلك الليلة أهل مكة  ؛ فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن لنا في طريق الشام  إبلا؛ فأخبرنا خبرها؛ فخبرهم بخبرها؛ فقالوا: فمتى تقدم الإبل علينا؛ فأخبرهم أنها تقدم في يوم سماه لهم مع شروق الشمس؛ وأنه تقدمها جمل أورق؛ فخرجوا في ذلك اليوم؛ فقال قائل: هذه الشمس قد أشرقت؛ وقال آخر: فهذه الإبل قد أقبلت؛ يقدمها جمل أورق؛ كما قال محمد   - صلى الله عليه وسلم -؛ فلم يؤمنوا بعد ذلك. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					