وقوله: أو يكون لك بيت من زخرف   ؛ جاء في التفسير أن معناه: "بيت من ذهب"؛ وأصل "الزخرف"؛ في اللغة؛ و"الزخرفة": الزينة؛ والدليل على ذلك قوله - عز وجل -: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها  ؛ أي: أخذت كمال زينتها؛ و"زخرفت الشيء"؛ إذا أكملت زينته؛ ولا شيء في تزيين بيت وتحسينه وزخرفته كالذهب؛ فليس يخرج ما فسروه عن الحق في هذا. 
وقوله: أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك  ؛ يقال - في الصعود -: "رقيت؛ أرقى؛ رقيا"؛ ويقال - فيما تداويه بالعوذة -: "رقيت؛ أرقي؛ رقية؛ ورقيا". 
وقوله: حتى تنـزل علينا كتابا نقرؤه  ؛ أي: حتى تنزل علينا كتابا يشهد بنبوتك؛ فأعلم الله - جل ثناؤه - أن ذلك لو نزل عليهم؛ لم يؤمنوا؛ فقال: ولو نـزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين  ؛ فإذا كانوا يدعون فيما يعجز عنه أنه سحر؛ فكيف يوصل إلى تبصيرهم والتبيين لهم بأكثر مما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الآية الباقية؛ وهي القرآن؛ ومن الأنباء ما يدبرونه بينهم؛ وبما يخبرهم به من أخبار الأمم السالفة؛ وهو لم يقرأ كتابا؛ ولا خطه بيمينه؛ وقد أنبأ - صلى الله عليه وسلم - ودل على نبوته كل ما يخطر بالبال. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					