الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن ثلاثة نفر ، اشتركوا في زرع ، فأخرج أحدهم الأرض ، والآخر البقر ، والآخر العمل ، والبذر بينهم أثلاثا ؟ قال : هذا جائز عند مالك ، إذا تكافئوا في العمل وكان البذر بينهم بالسوية . قلت : أرأيت إن كان البذر من عند رجلين بالسوية ، ومن عند الآخر الأرض وجميع العمل ؟ قال : لا خير في هذا . قلت : فلمن الزرع ؟ قال : لصاحب الأرض ويعطي هذان بذرهما . قلت : وهذا قول مالك ؟ قال : هذا رأيي . وقال ابن غانم وابن وهب عن مالك : يكون الزرع لصاحبي الزريعة ، ويكون عليهما كراء الأرض ، وكراء عمل العامل بمنزلة القراض ، إذا كان العمل فيه فاسدا ، فيكون النماء والربح للمال ، ويكون للعامل أجر مثله ، لأن كل ما لا يؤاجر فالربح له ، والنماء والوضيعة عليه . ولما يؤاجر أجر مثله والله أعلم . وقد ذكر نحو هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الزرع لصاحب الزريعة وللآخرين أجر مثلهم } قال سحنون : وذكر ابن غانم عن مالك مثل هذا ، وهو عندي أعدل وبه أقول أنا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية