الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5761 137 - حدثنا محمد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد، مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة؟ فقال: عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه. قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: خذها؛ فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب. قال: يا رسول الله، فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، ثم قال: ما لك ولها؟! معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " فغضب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم". ومحمد هو ابن سلام، وهؤلاء كلهم مدنيون إلا ابن سلام.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في اللقطة، عن عبد الله بن يوسف، وفي الشرب، عن إسماعيل بن عبد الله، كلاهما عن مالك، وفي اللقطة أيضا عن قتيبة، وعن محمد بن يوسف، وعن عمرو بن العباس. وفي العلم عن عبد الله بن محمد، ومضى الكلام فيها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وكاءها" بكسر الواو وبالمد؛ ما يسد به رأس الكيس. و"العفاص" بكسر العين المهملة وتخفيف الفاء وبالصاد المهملة؛ وهو ما يكون فيه النفقة. قوله: " ثم استنفق"؛ أي: تمتع بها، وتصرف فيها. قوله: " فضالة الغنم" من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أي: ما حكمها؟ قوله: " وجنتاه" تثنية وجنة، وهي ما ارتفع من الخد. قوله: " أو احمر وجهه" شك من الراوي. قوله: " ما لك ولها؟"؛ أي: لم تأخذها؛ فإنها مستقلة بمعيشتها، ومعها أسبابها. قوله: " حذاؤها" بكسر الحاء وبالمد، وهو ما وطئ عليه البعير من خفه. قوله: " وسقاؤها" بالكسر والمد، وهو ظرف اللبن والماء؛ كالقربة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية