الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1609 - nindex.php?page=hadith&LINKID=909242 (أما بعد فإن nindex.php?page=treesubj&link=33148_32232أصدق الحديث كتاب الله nindex.php?page=treesubj&link=19863وأوثق العرى كلمة التقوى nindex.php?page=treesubj&link=31852وخير الملل ملة إبراهيم nindex.php?page=treesubj&link=28328وخير السنن سنة محمد nindex.php?page=treesubj&link=32612وأشرف الحديث ذكر الله nindex.php?page=treesubj&link=32232_18633وأحسن القصص هذا القرآن وخير الأمور عوازمها nindex.php?page=treesubj&link=28823وشر الأمور محدثاتها nindex.php?page=treesubj&link=28328_29398وأحسن الهدي هدي الأنبياء nindex.php?page=treesubj&link=25561وأشرف الموت قتل الشهداء وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى nindex.php?page=treesubj&link=18466وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع nindex.php?page=treesubj&link=29545_23468واليد العليا خير من اليد السفلى nindex.php?page=treesubj&link=30488وما قل وكفى خير مما كثر وألهى nindex.php?page=treesubj&link=19723_30501وشر المعذرة حين يحضر الموت وشر الندامة يوم القيامة ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا nindex.php?page=treesubj&link=18981_18982وأعظم الخطايا اللسان الكذوب nindex.php?page=treesubj&link=33613وخير الغنى غنى النفس nindex.php?page=treesubj&link=19863وخير الزاد التقوى nindex.php?page=treesubj&link=19995ورأس الحكمة مخافة الله nindex.php?page=treesubj&link=29508_29507وخير ما وقر في القلب اليقين nindex.php?page=treesubj&link=32523والارتياب من الكفر nindex.php?page=treesubj&link=30578_2315والنياحة من عمل الجاهلية nindex.php?page=treesubj&link=8240والغلول من جثاء جهنم والكنز كي من النار nindex.php?page=treesubj&link=24659والشعر من مزامير إبليس nindex.php?page=treesubj&link=17190والخمر جماع الإثم nindex.php?page=treesubj&link=30199والنساء حبالة الشيطان والشباب شعبة من الجنون nindex.php?page=treesubj&link=5366وشر المكاسب كسب الربا nindex.php?page=treesubj&link=33308وشر المآكل أكل مال اليتيم nindex.php?page=treesubj&link=20191والسعيد من وعظ بغيره nindex.php?page=treesubj&link=28782_30455_30452والشقي من شقي في بطن أمه وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع والأمر بآخره nindex.php?page=treesubj&link=30501وملاك العمل خواتمه nindex.php?page=treesubj&link=18982_18981وشر الروايا روايا الكذب وكل ما هو آت قريب nindex.php?page=treesubj&link=19092وسباب المؤمن فسوق nindex.php?page=treesubj&link=30544وقتال المؤمن كفر nindex.php?page=treesubj&link=19013_27140وأكل لحمه من معصية الله nindex.php?page=treesubj&link=33513وحرمة ماله كحرمة دمه nindex.php?page=treesubj&link=18984ومن يتأل على الله يكذبه nindex.php?page=treesubj&link=20041ومن يغفر يغفر الله له nindex.php?page=treesubj&link=20041ومن يعف يعف الله عنه nindex.php?page=treesubj&link=32488ومن يكظم الغيظ يأجره الله nindex.php?page=treesubj&link=19585_19579_19572ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ومن يتبع الشمعة يسمع الله به nindex.php?page=treesubj&link=19572_19579_19585ومن يصبر يضعف الله له nindex.php?page=treesubj&link=30518ومن يعص الله يعذبه الله اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي أستغفر الله لي ولكم) (هق) في الدلائل nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر) عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الجهني nindex.php?page=showalam&ids=12176أبو نصر السجزي في الإبانة عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء (ش) عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود موقوفا -(ح).
(أما بعد فإن nindex.php?page=treesubj&link=33148_32232أصدق الحديث كتاب الله) القرآن لأنه يستحيل الكذب في خبره وإنما تكذب الظنون في فهم خطابه وإنما ينتفي الريب عن سامعه بقدر قوة إيمانه ومتانة إيقائه وسماه حديثا لنزوله منجما لا لكونه ضد القديم (وأوثق العرى كلمة التقوى) كلمة الشهادة إذ هي nindex.php?page=treesubj&link=30945_18085الوفاء بالعهد ومعنى إضافتها إلى التقوى أنها سبب التقوى وأسها وقيل كلمة أهل التقوى ذكره في الكشاف وقوله أوثق العرى من باب التمثيل مثلت حال المتقي بحال من أراد التدلي من شاهق فاحتاط لنفسه بتمسكه بعروة من حبل متين مأمون انقطاعه (وخير الملل ملة إبراهيم) الخليل ومن ثم أمر صلى الله عليه وسلم باتباعها nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123أن اتبع ملة إبراهيم nindex.php?page=treesubj&link=21371_28328 (وخير السنن سنة محمد) صلى الله عليه وسلم وهي قوله أو فعله أو تقريره لأنها أهدى من كل سنة وأقوم من كل طريقة nindex.php?page=treesubj&link=32612 (وأشرف الحديث ذكر الله) لأن الشيء يشرف بشرف من هو له nindex.php?page=treesubj&link=32232_18633 (وأحسن القصص هذا القرآن) لأنه برهان ما في سائر الكتب ودليل صحتها لأنه معجزة وليس تلك بمعجزة فهي مفتقرة إلى شهادته على صحة ما فيها افتقار المحتج عليه إلى شهادة الحجة ذكره الزمخشري nindex.php?page=treesubj&link=28823 (وخير الأمور عوازمها وشر الأمور محدثاتها) بضم فسكون جمع محدثة وهي ما لم يكن معروفا في كتاب ولا سنة ولا إجماع (وأحسن الهدي) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة السمت والطريقة والسيرة أي خير السيرة والطريقة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وطريقته وروي أيضا بضم الهاء وفتح الدال ومعناه الدلالة والرشاد (هدي الأنبياء) لأنه تعالى تولى هدايتهم وتأديبهم وعصمتهم عن الضلال والإضلال والهدى بضم الهاء وفتح الدال والقصر الإرشاد واللام في الهدي للاستغراق لأن أفعل التفضيل لا تضاف إلا إلى متعدد وهو داخل فيه ولأنه لو لم يكن للاستغراق لم يفد المعنى المقصود nindex.php?page=treesubj&link=25561 (وأشرف الموت قتل الشهداء) لأنه في الله ولإعلاء كلمة الله فأعقبهم الحياة بالله ولهذا نهى الله الخلق عن إطلاق الموت عليهم (وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى) أي الكفر بعد الإسلام فهو العمى على الحقيقة (وخير العلم ما نفع) وفي رواية بدل العلم العمل بأن صحبه إخلاص فإن العلم الذي لا ينفع لا خير فيه لصاحبه بل هو وبال عليه
[ ص: 176 ] (وخير الهدي ما اتبع) بالبناء للمجهول أي اقتدي به كنشر العلم للمريدين وتهذيب المشايخ لأحوال السالكين وهي سيرة المرسلين وشر العمى عمى القلب لأن عماه يفقد نور الإيمان بالغيب فيثمر الغفلة عن الله والآخرة nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=72ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا فعمى البصيرة أشد من عمى البصر لأنه عظيم الضرر nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور nindex.php?page=treesubj&link=29545_23468 (واليد العليا خير من اليد السفلى) أي اليد المعطية خير من اليد الآخذة nindex.php?page=treesubj&link=27209 (وما قل) من الدنيا (وكفى) الإنسان لمؤنته ومؤنة من عليه مؤنته (خير مما كثر وألهى) عن الله والدار الآخرة لأن الاستكثار من الدنيا يورث الهم والغم وقسوة القلب وشدة الحرص وينسي الموت والقبر والثواب والعقاب وأحوال الآخرة (وشر المعذرة حين يحضر الموت) فإن nindex.php?page=treesubj&link=19722العبد إذا اعتذر إلى الله بالتوبة عند احتضاره ووقوعه في الفزع لا يفيده فمراده الاعتذار عند الغرغرة ومعاينة ملك الموت وهي حالة كشف الغطاء واليأس من البقاء nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن (وشر الندامة) أي الحزن. وقال الراغب: الندم التحسر على ما فات (يوم القيامة) فإنها لا تنفع يومئذ ولا تفيد.
(ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا) بفتح أو ضم المهملة كذا ذكره بعضهم وقال العسكري: الصواب بضمتين ونصبه على الظرف أي بعد فوت الوقت (ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا) أي تاركا للإخلاص كأن قلبه هاجر للسانه nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا لا يدعوهم إلى موافقة العاملين إلا استقباح المذمة من الناس والسطوة من السلطان أو العيب من الإخوان والجيران nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=54ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون nindex.php?page=treesubj&link=18982_18981 (وأعظم الخطايا اللسان الكذوب) وهو الذي تكرر كذبه حتى صار صفة له حتى يأتي بالكبائر كلها كالقذف والبهتان وشهادة الزور وغيرها وربما أفضى إلى الكفر فإن اللسان أعظم عملا من سائر الجوارح فإذا تعود الكذب أورد صاحبه المهالك.
nindex.php?page=treesubj&link=33613 (وخير الغنى غنى النفس) فإنه الغنى على الحقيقة وفقير النفس لا يزال في هم وغم على تحصيل الدنيا والحرص على جمعها بقوله أخاف الفقر في الكبر وغير ذلك nindex.php?page=treesubj&link=19863_19862_19867 (وخير الزاد) إلى الآخرة (التقوى) nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197وتزودوا فإن خير الزاد التقوى قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: جمعت خيرات الدنيا والآخرة تحت هذه الخصلة التي هي التقوى وتأمل ما في القرآن من ذكرها كم علق بها من خير ووعد عليها من ثواب وكم أضاف إليها من سعادة nindex.php?page=treesubj&link=28066ومدار العبادة على ثلاثة أصول: الأول: التوفيق والتأييد وهو للمتقين قال الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194أن الله مع المتقين الثاني: إصلاح العمل واتقاء التقصير وهو للمتقين. قال الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=71يصلح لكم أعمالكم الثالث: قبول العمل وهو للمتقين قال الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27إنما يتقبل الله من المتقين فالتقوى هي الجامعة للخيرات الكافية للمهمات الرافعة للدرجات nindex.php?page=treesubj&link=19995 (ورأس الحكمة مخافة الله) أي الخوف منه أصلها واسمها فمن لم يخف الله فباب الحكمة عليه مسدود nindex.php?page=treesubj&link=29508_29507 (وخير ما وقر في القلب اليقين) أي خير ما سكن فيه نور اليقين فإنه المزيل لظلمة الريب. قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: من المجاز وقر في قلبه كذا وقع وبقي أثره وكلمته وقرت في أذنه ثبتت (والارتياب) أي nindex.php?page=treesubj&link=10014_32523الشك في شيء مما جاء به الرسول (من الكفر) بالله تعالى nindex.php?page=treesubj&link=30578_2315 (والنياحة من عمل الجاهلية) أي النوح على الميت بنحو واكهفاه واجبلاه من عادة الجاهلية وقد جاء الإسلام بتحريمه nindex.php?page=treesubj&link=8484 (والغلول) أي الخيانة الخفية (من جثاء جهنم) جمع جثوة بالضم الشيء المجموع كذا في النهاية وفي التقريب الجثوة مثلثة الحجارة المجموعة وقيل معنى
[ ص: 177 ] من جثاء جهنم من جماعتها وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15007للقضاعي من جمر جهنم. قال شارحه: لأن الغلول يصير على الغال جورا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الذي غل شملة إنها تضرم عليه نارا (والكنز) أي nindex.php?page=treesubj&link=34364المال الذي لم تؤد زكاته (كي من النار) أي يكوي صاحبه في نار جهنم (والشعر) بكسر الشين الكلام المقفى الموزون قصدا (من مزامير إبليس) أي nindex.php?page=treesubj&link=24659_18934الشعر المحرم لا الجائز nindex.php?page=treesubj&link=17190 (والخمر جماع الإثم) أي مجمعه ومظنته والجماع اسم لما يجمع ويضم يقال هذا الباب جماع الأبواب من جمعت الشيء ضممته كالكفات من كفت الشيء إليه إذا ضمه وجمعه ذكره الكشاف. وفي الفائق جماع كل شيء مجتمع أصله يقال لما اجتمع في الغصن من النور هذا جماع الثمر nindex.php?page=treesubj&link=30199 (والنساء حبالة الشيطان) أي مصائده وفخوخه واحدها حبالة بالكسر وهي ما يصاد بها من أي شيء كأن دعا رجل إلى قتل نفس فأبى ثم إلى الزنا فأبى ثم إلى الخمر فشرب فزنا فقتل وقيل ما أيس الشيطان من آدمي من قبل النساء ومن ثم قال سليمان عليه الصلاة والسلام: امش وراء الأسد ولا تمش وراء المرأة وسمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه تعالى امرأة تقول:
إن النساء رياحين خلقن لكم. . . وكلكم يشتهي شم الرياحين
فقال:
إن النساء شياطين خلقن لنا. . . نعوذ بالله من شر الشياطين
وقال بعض الحكماء: إياك ومخالطة النساء فإن لحظات المرأة سهم ولفظها سم (والشباب شعبة من الجنون) لأن الجنون يزيل العقل وكذا الشباب قد يسرع إلى قلة العقل لما فيه من كثرة الميل إلى الشهوات والإقبال على المضار لحداثة السن سيما مع الجدة
إن الشباب والفراغ والجدة. . . مفسدة للمرء أي مفسدة
إن السعيد له من غيره عظة. . . وفي التجارب تحكيم معتبر
وقال حجة الإسلام: المراد أن الإنسان يشاهد من خبائث من اضطر إلى مرافقته وأحواله وصفاته ما يستقبحه فيجتنبه وقيل لعيسى عليه الصلاة والسلام من أدبك فقال ما أدبني أحد رأيت جهل الجاهل فجانبته. قال الحجة: ولقد صدق فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم لكملت آدابهم واستغنوا عن مؤدب فاطلع في القبور واعتبر بالنشور وانظر إلى مصارع آبائك وفناء إخوانك ومن أمثالهم كم قذف الموت في هوة من جمجمة من هوة وكفى بالموت واعظا ونظر الحسن رضي الله عنه إلى ميت يقبر فقال: والله إن أمرا هذا أوله لحري أن يخاف آخره وإن أمرا هذا آخره لجدير أن يزهد في أوله. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف: أفسد الموت على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه. وقال الحكماء: للباقين بالماضين معتبرا وللآخرين بالأولين مزدجر والسعيد من لا يركن إلى الخدع ولا يغتر بالطمع. وقالوا: السعيد من اعتبر بأمه واستظهر لنفسه والشقي من جمع لغيره وبخل على نفسه nindex.php?page=treesubj&link=28782_30455_30452 (والشقي من شقي في بطن أمه) فلا اختيار للسعيد في تحصيل السعادة ولا اقتدار للشقي على تبديل الشقاوة. قال ابن الكمال: ومعنى الحديث أن السعيد مقدر سعادته وهو في بطن أمه والشقي مقدر شقاوته وهو في بطن أمه وتقدير الشقاوة له قبل أن يولد لا يدخله في حيز
[ ص: 178 ] ضرورة السعادة كما دل عليه خبر nindex.php?page=hadith&LINKID=651271كل مولود يولد على الفطرة (وإنما يصير أحدكم) إذا مات (إلى موضع أربع أذرع) وهو اللحد وانظر إلى ما تصير وفيم تسكن وقيل في آية nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وكان تحته كنز لهما هو لوح من ذهب فيه: عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح ولمن يعرف النار كيف يضحك ولمن يعرف الدنيا وتحويلها كيف يطمئن إليها؟ وقال nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت: أي عبد أصعب حالا ممن يأتيه ملك الموت وحده ويقبر بلحده وحده وقيل لبشر بن الحارث: عظنا قال: ما أقول فيمن القبر مسكنه والصراط جوازه والقيامة موقفه والله مسائله فلا يعلم إلى جنة فيهنأ أم إلى نار فيعزى (والأمر بآخره) بالمد إنما الأعمال بخواتيمها (وملاك العمل) بكسر الميم وفتحها أي قوامه ونظامه وما يعتمد عليه فيه (خواتمه) وأصل الملاك استحكام القدرة ومعناه أن أحكام عمل الخير وثباته موقوفة على سلامة عاقبته nindex.php?page=treesubj&link=30501إنما الأعمال بالخواتيم فقد يبتدئ بالصلاة وغيرها بنية خالصة ثم يعرض له آفة تمنع صحته أو تبطل أجره من نحو عجب أو رياء أو عزم على تركه فإن لم يعرض آفة قبل تمامه أو عرضت وردها بالعلم وختم بما بدأ استحكم عمله باستدراكه ما فرط في الأثناء بإخلاص خاتمته. قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف لأنه لو علم وكان ناجيا أعجب وكسل وإن كان هالكا زاد عتوا فحجب عنه ذلك ليكون بين خوف ورجاء. إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا مقدار شبر أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا سوى مقدار شبر أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة كما سيجيء في الخبر nindex.php?page=treesubj&link=18982_18981 (وشر الروايا روايا الكذب وكل ما هو آت) من الموت والقيامة والحساب والوقوف (قريب) وأنت سائر على مراحل الأيام والليالي إليه nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إنهم يرونه بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7ونراه قريبا فالجاهل يراه بعيدا لعمى قلبه والمؤمن الكامل يراه بنور إيمانه قريبا كأنه يعاينه فبذل دنياه لأخراه وسلم نفسه لمولاه فلا تغرنك الدنيا فجديدها عما قليل يبلى ونعيمها يفنى ومن لم يتركها اختيارا فعما قريب يتركها اضطرارا ومن لم تزل نعمته في حياته زالت بمماته قال ابن عطاء رضي الله عنه: لا بد لهذا الوجود أن تنهدم دعائمه وأن تسلب كرائمه فالعاقل من كان بما هو أبقى أوثق منه بما هو يفنى. وقال بعض الحكماء: من كان يؤمل أن يعيش غدا فهو يؤمل أن يعيش أبدا. قال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي: ولعمري إنه صحيح إذ كل يوم غدا فإذا يفضي به الأمل إلى الفوت من غير ويؤديه الرجاء إلى الإهمال بغير تلاف. وقال الحكماء: لا تبت على غير وصية وإن كنت من جسمك في صحة ومن عمرك في فسحة فإن الدهر خائن وكل ما هو آت كائن nindex.php?page=treesubj&link=30544_19092 (وسباب المؤمن) بكسر السين المهملة أي سبه وشتمه (فسوق) أي فسق nindex.php?page=treesubj&link=30544 (وقتال المؤمن) بغير حق (كفر) إن استحل قتله بلا تأويل سائغ (وأكل لحمه من معصية الله) أي غيبته وهي ذكره بما يكرهه حرام nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا (وحرمة ماله كحرمة دمه) فكما يمتنع سفك دمه بغير حق يمتنع أخذ شيء من ماله بغير حق. قال في الكشاف: الحرمة ما لا يحل هتكهnindex.php?page=treesubj&link=18984 (ومن يتأل على الله) أي يحكم عليه ويحلف كقوله والله ليدخلن فلان النار من الألية وهي اليمين (يكذبه) بأن يفعل خلاف ما حلف عليه مجازاة له على جراءته وفضوله nindex.php?page=treesubj&link=20041 (ومن يغفر يغفر الله له) أي ومن يستر على أخيه فضيحة اطلع عليها يستر الله ذنوبه فلا يؤاخذه بها nindex.php?page=treesubj&link=20044 (ومن يعف) أي عن الجاني عليه (يعف الله عنه) أي ومن يمحو أثر جناية غيره يمحو الله سيئاته جزاء وفاقا (ومن يكظم الغيظ) أي يرده ويكتمه مع قدرته على إنفاذه (يأجره الله) أي يثيبه الله لأنه [ ص: 179 ] محسن يحب المحسنين وكظم الغيظ إحسان. قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: كظم البعير جرته ازدردها وكف عن الاجترار وكظم القربة ملأها وشد كظم الباب سده ومن المجاز كظم الغيظ وعلى الغيظ انتهى (ومن يصبر على الرزية) أي المصيبة احتسابا لله (يعوضه الله) عنها خيرا مما فاته منها (ومن يتبع الشمعة يسمع الله به) قال في الفردوس: قال nindex.php?page=showalam&ids=14785العسكري هكذا يروى من هذا الطريق الشمعة بشين معجمة وهي المزاح والضحك ومنه امرأة شموع كثيرة الضحك والمعنى أن من عبث بالناس واستهزأ بهم يعبث به ويستهزأ منه ومن رواه بسين مهملة أراد من يرائي بعمله يفضحه الله nindex.php?page=treesubj&link=19579 (ومن يصبر يضعف الله له) الثواب أي ثوابه جزاء صبره أي يؤته أجره مرتين nindex.php?page=treesubj&link=30518 (ومن يعص الله يعذبه الله) إن شاء وإن شاء عفا عنه فهو تحت المشيئة (اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي) المراد أمة الإجابة وكرره ثلاثا لأن الله سبحانه وتعالى يحب الملحين في الدعاء (أستغفر الله لي ولكم) هذا الحديث قد عده nindex.php?page=showalam&ids=14785العسكري وغيره من الحكم والأمثال وفيه أنه nindex.php?page=treesubj&link=33181ينبغي للإنسان إذا دعا لغيره أن يبدأ بنفسه
(البيهقي في الدلائل) أي في كتاب دلائل النبوة ( nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ) في تاريخه (عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الجهني ) قال خرجنا في غزوة تبوك فاسترقد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى كانت الشمس كرمح فقال ألم أقل لك يا بلال اكلأ لنا الفجر فقال: يا رسول الله ذهب بي الذي ذهب بك فانتقل غير بعيد ثم صلى ثم حمد الله ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد إلى آخره (أبو نصر) عبد الله بن سعيد (السجزي) بكسر السين المهملة وسكون الجيم نسبة لسجستان على غير قياس (في الإبانة) أي في كتاب الإبانة له (عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء) مرفوعا (ش) وكذا nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية nindex.php?page=showalam&ids=15007والقضاعي في الشهاب قال بعض شراحه حسن غريب (عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود موقوفا) ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14785العسكري nindex.php?page=showalam&ids=16138والديلمي عن عقبة.