( ويتفاضل ) القرآن ، ويتفاضل أيضا ( ثوابه ) لظواهر الأحاديث . 
وبهذا قال  إسحاق بن راهويه   وأبو بكر بن العربي  والغزالي    . وقال القرطبي    : إنه  [ ص: 200 ] الحق . ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين    . قال الغزالي  في جواهر القرآن : لعلك أن تقول : قد أشرت إلى تفضيل بعض آيات القرآن على بعض  ، والكلام كلام الله . فكيف يفارق بعضها بعضا ؟ وكيف يكون بعضها أشرف من بعض ؟ فاعلم أن نور البصيرة إن كان لا يرشدك إلى الفرق بين آية الكرسي وآية المداينات ، وبين سورة الإخلاص وسورة تبت . وترتاع على اعتقاد الفرق نفسك الخوارة المستغرقة بالتقليد . فقلد صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فهو الذي أنزل عليه القرآن . وقال { يس : قلب القرآن ، وفاتحة الكتاب أفضل سور القرآن ، وآية الكرسي سيدة آي القرآن ، وقل هو الله أحد : تعدل ثلث القرآن   } والأخبار الواردة في فضائل القرآن  ، وتخصيص بعض السور والآيات بالفضل ، وكثرة الثواب في تلاوتها لا تحصى . انتهى . وذهب  أبو الحسن الأشعري   والقاضي أبو بكر الباقلاني   وابن حبان    : إلى المنع . وروي هذا القول عن الإمام  مالك  رضي الله عنه ، ولذلك : كره أن تردد سورة دون أخرى . قال ابن الحصار    : والعجب ممن ينكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل . وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام    : كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره . فقل هو الله أحد : أفضل من تبت يدا أبي لهب . وقال في الإتقان في علوم القرآن : اختلف القائلون بالتفضيل . فقال بعضهم : الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب بحسب انتقالات النفس وخشيتها ، وتدبرها وتفكرها عند ورود أوصاف العلي . وقيل : بل يرجع لذات اللفظ ، وأن ما تضمنه قوله تعالى ( { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم    } ) وآية الكرسي ، وآخر سورة الحشر ، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ، ليس موجودا مثلا في { تبت يدا أبي لهب    } وما كان مثلها . فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها . انتهى ( ويتفاوت إعجازه ) قال القاضي ،  وابن عقيل  وغيرهما : في بعضه إعجاز أكثر من بعض . 
قال في شرح التحرير ، قلت : وهو صحيح ، وقد صرح به أئمة علماء البلاغة 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					