الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) من شروط العلة أيضا ( أن لا يكون للمستنبطة معارض في الأصل ) يعني أنه يشترط في العلة إذا كانت مستنبطة : أن لا تكون معارضة بمعارض مناف موجود في الأصل صالح للعلية ، وليس موجودا في الفرع ; لأنه متى كان في الأصل وصفان متنافيان يقتضي كل واحد منهما نقيض الآخر [ ص: 502 ] لم يصلح أن يجعل أحدهما علة إلا بمرجح . مثال ذلك : أن يقول الحنفي في صوم الفرض " صوم معين " فيتأدى بالنية قبل الزوال كالنفل ، فيقال له : صوم فرض ، فيحتاط فيه ولا يبنى على السهولة ( و ) من شروط العلة أيضا ( أن لا تخالف نصا ولا إجماعا ) ; لأن النص والإجماع لا يقاومهما القياس ، بل يكون إذا خالفهما باطلا . مثال مخالفة النص : أن يقول حنفي : امرأة مالكة لبضعها ، فيصح نكاحها بغير إذن وليها ، كبيعها سلعتها ، فيقال له : هذه علة مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم { أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل } .

ومثال مخالفة الإجماع : أن يقول مسافر فلا تجب عليه الصلاة في السفر ، قياسا على صومه في عدم الوجوب في السفر ، بجامع المشقة ، فيقال : هذه العلة مخالفة للإجماع على عدم اعتبار المشقة في الصلاة ، ووجوب أدائها على المسافر مع وجود مشقة السفر . ومثال آخر لو قيل : إن الملك لا يعتق في الكفارة لسهولته عليه ، بل يصوم ، وهو يصلح مثالا لهما . قاله العضد .

التالي السابق


الخدمات العلمية