مسألة : قال قوم : قوله تعالى : { فإطعام ستين مسكينا    } نص في وجوب رعاية العدد ومنع الصرف إلى مسكين واحد في ستين يوما    . 
وقطعوا ببطلان تأويله . وهو عندنا من جنس ما تقدم ، فإنه إن أبطل لقصور الاحتمال وكون الآية نصا بالوضع الثاني فهو غير مرضي ، فإنه يجوز أن يكون ذكر المساكين لبيان مقدار الواجب ، ومعناه : فإطعام طعام ستين مسكينا ، وليس هذا ممتنعا في توسع لسان العرب  ، نعم دليله تجريد النظر إلى سد الخلة  والشافعي  يقول : لا يبعد أن يقصد الشرع ذلك ; لإحياء ستين مهجة تبركا بدعائهم وتحصنا عن حلول العذاب بهم ، ولا يخلو جمع من المسلمين عن ولي من الأولياء يغتنم دعاؤه ; ولا دليل على بطلان هذا المقصود فتصير الآية نصا بالوضع الأول لا بالوضع الثاني  [ ص: 200 ] هذه أمثلة التأويل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					